جرت، أول أمس الأحد، بمدينة سلا، مراسيم تشييع جثمان الفقيه والعلامة مصطفى النجار عضو المجلس العلمي الأعلى٬ الذي وافته المنية، يوم السبت المنصرم، عن عمر يناهز 82 عاما. وبعد أداء صلاتي العصر والجنازة بالمسجد الأعظم بالمدينة٬ نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي عبد الله بنحسون في موكب جنائزي مهيب حضره٬ إلى جانب أفراد عائلة الفقيد٬ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران٬ والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، ومؤرخ المملكة، عبد الحق المريني٬ بالإضافة إلى العديد من العلماء وتلامذة الراحل، وحشد كبير من سكان المدينة. وتليت بهذه المناسبة الأليمة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد٬ كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير٬ بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته٬ وأن يثيبه عما قدم من تضحيات وخدمات٬ ومساهمات جليلة في مجال الفقه والعلم الشرعي. ويعد الراحل٬ الذي كان رئيسا للمجلس العلمي المحلي لسلا (2004- 2009)٬ من أبرز العلماء على الصعيد الوطني٬ وعرف بإنتاجاته الفكرية والبحثية في مجالات الفقه الإسلامي٬ وألف عدة كتب من بينها "مثلث قطرب" الخاص باللغة العربية٬ وقام بتحقيق كتاب "السلسل العذب" لمؤلفه الحضرمي الذي كان متصوفا في القرن الثامن الهجري٬ وكذا كتاب "النوازل الفقهية للجريري" (في جزءين). كما اهتم الراحل بالشعر إذ نظم مجموعة من القصائد الوطنية والدينية (60 قصيدة)، سيجري جمعها من قبل محبيه في ديوان. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم مصطفى النجار٬ أعرب جلالته فيها لأفراد أسرة الفقيد٬ ومن خلالهم لكافة أفراد عائلته وذويه ومحبيه٬ وكذا لأسرته العلمية٬ وخاصة منهم أعضاء المجلس العلمي الأعلى٬ عن صادق تعازي جلالته٬ وخالص مواساته٬ في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه٬ داعيا جلالته العلي القدير أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته٬ ويسكنه فسيح جنانه٬ ويلقيه نضرة وسرورا٬ ويجعل من تقواه وفقهه وعلمه٬ وسيلة لمرضاته تعالى٬ وحسن جزائه٬ بما يجازي به العلماء العاملين والأتقياء الصالحين.