لمجرد ان قال بنكيران في خطابه امام الحكام العرب وعلى رأسهم الإنقلابي " السيسي " بأن هذا الأخير يمتاز بحكمة جبارة في في ادارته لحكم مصر ،فهو يرسل برقية عاجلة الى العالم العربي - إذ لم نقل أجمع - هي باختصار ان العلاقات بين حزبه وجماعته والنظام الإنقلابي تطبيعية . وبنكيران الذي لم تخلو كلمته من توظيف مصطلحات دينية محاولا من خلالها عكس توجهه الإسلامي ،ظهرعلى الشاشة كما لو انه حزب الزور- أقصد النور- المصري الإنقلابي ، وقد ارتدى قناعاً اسلاميا ، فاللقاء تنكري بامتياز. ووفق مقولة " بالضد يظهر الضد " فإن في ثناء بنكيران على السيسي ونظامه .. تبرئة للجلاد من كل جرائم القتل والحرق والاعتقال والإغتصاب والمطاردات ...التي ارتكيها ولا زال يرتكبها لحد اللحظة ، وادانة للظحية من بني توجهه وفكره - اذا كان توجه بنكيران لا زال على قيد الغيبوبة ولي الحياة وذاك أضعف الإيمان والضمير ثم الحياء . ما الذي لم يقله بنكيران بعد !؟ وهل قال أشياء تفوق الثناء أثناء جلوسه مع السفاح وجها لوجه وبعيدا عن أضواء الكاميرات !؟ من الواجب على البنكيرانيون الذين صفقوا وهللوا لرفعه شارة رابعة في ملتقاهم الموسمي أن يعتذروا الآن عن تصفيقهم وتهليلهم ، فهم عندما تأزف لحظة الإختبار يطردون من المعادلة ولا يُوضع رآيهم اتجاه الإنقلاب - كمنتمين أو متعاطفين- في حسبان ممثلهم ! نشفق الآن من حال من استحفهم الطرب عندما فاز الرجل الذي لم يكون يحبذ ارتداء المقججة " كرافطة بلغة النخبة " ذو المرجعيتين الاسلامية والاصلاحية. فهم لا يجيدون القراءة عندما يتعلق الأمر بالنظام المخزني الذي يتحول رئيس حكومته الصورية بعد فترة من وصوله الى قبة البرلمان الى دمية يتم الباسها حتى كسوة وخوذة العسكري الانقلابي وليس الكرافطة فحسب! ومن كان شعار حملته الانتخابية لا للفساد .. لا للهمة .. لا للماجيدي .. فعل العكس تماماً ، وكرّس أمراً واقعاً مثلما قصرت ذراعه عن الوصول الى أقفال حصون المفسدين! ولحسن الحظ ان كلمة بنكيران كانت بالعربية الفصحى وليس الفرنسية ولا مجال لأي تذرع بسقطات اللسان او الترجمة أو رداءة اللغة التي حالت دون ايصال أو فهم القصد كما وقع مع وزير اتصاله السيد الخلفي . رأيته انقلابي بقناع اسلامي ، يعترف بنظام قاتل و قد رفع شارة رابعة قبل سنتين فقط معلنا تضامنه مع قتلى رابعة !