مرت ذكرى ثورة 25من يناير معمدة بدماء عشرات الشهداء، لاذنب لهم سوى أنهم قالوا لا للإنقلابين، لقد كانت دولة العسكر مرعوبة بسبب زحف الملايين وتوجههم إلى الميادين والساحات، حيث كان الهدف هو إعادة الثورة إلى مسارها الصحيح قبل الإنقلاب الدموي، ومما زاد من رعب السيسي و من سانده هو النقذ الذاتي الذي قام به الإخوان وكذا شباب حركة 6 أكتوبر وباقي شباب الثورة. ولقد اعتبرت شخصيا أن ما قام به الثوريون من نقذ ذاتي لمسارهم منذ اندلاع الثورة إلى الآن من أهم إنجازات ثورة ال25 في ذكراها الثالثة ، إنه نضج سيأرخ به لبداية انهيار منظومة الإنقلاب، وإن هذا العمل يعد ضربة قاصمة لظهر العسكر في وقت حاسم حيث ظن فيه هؤلاء أن الشعب استكان وقبل بالأمر الواقع وأن شعلة الثورة قد خبت. لقد خاب ظنهم فالشعوب لا تهزم لكن قد تستدرج وتنخدع لبعض الوقت كما صرح بذلك الكثير من قيادات الثورة حيث قالوا: " خدعنا المجلس العسكري وظننا أنه يحمي الثورة. وأضاف آخر لقد صدقنا كذبة "ثورة "30 يونيو وأنها ستصحح انحراف ثورة ال 25المجيدة" . لقد تتبعنا أحداث تخليد الشعب المصري لذكرى ثورته، وذلك عبر قنوات تحترم عقول المشاهدين، واتضح لنا بعد مقارنة بسيطة بينما يبث في الإعلام الرسمي لدولة الإنقلاب وما نشاهده في قنوات "مشاغبة" أننا فعلا إزاء تفرقة عنصرية تحقق نبوءة " الفنان" علي الحجار "هما شعب و إحنا شعب.. لهم رب أولينا رب" لقد وصل الأمر إلى هذا الحد حيث أصبح المصري" أ" عدو للمصري" ب"، لقد صدقت مجموعة" ناس الغيوان" عندما قالت:" سبحان الله صيفنا ولا شتوا أو عاد فصل الربيع خريف". فالعسكر المصري يمنع الثوار الحقيقيين من ولوج ميدان التحرير ويحجزه للبلطجية وفلول النظام البائد حيث الرقص وتوزيع الشوكولاطة ونثر الورود، إنها مهزلة فكيف يرقص الجلاد مع الضحية بل كيف يرقص الذئب مع الخروف؟ فهذا اليوم يعد عيد الشرطة التي قمعت الشعب لمدة 30 سنة من حكم المخلوع مبارك، وهو بالمناسبة يوم الثورة على هذا الجهاز القمعي إذن كيف يرقص" الخرفان" مع من ذبحهم وينوي الاستمرار في حكمهم؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى أقصد " الشعب" الآخر فليس له إلا الرصاص الحي والضرب في" المليان" كما قال مفتي الدم وسانده مفتي"عسكر"، فهم يقتلون كل من رفع شارة رابعة أو فقط كان في المكان الخطأ أي عند تجمع المعارضين للإنقلاب فلا فرق عندهم بين مسيحي قبطي أو مسلم لبيرالي يساري.. الكل سواسية في الذبح ماداموا لا يساندون الفرعون وسحرته، لقد تم اعتقال طفل وهو يصرخ "أنا مع السيسي" و يكررها لعله ينجو من السجن. غريب فلربما في المستقبل بعد فوز الرئيس السيسي إن ترشح وبنسبة98 في المائة المعتادة ومن يدري قد يطالبك الشرطي بتأكيد إيمانك بفرعون رئيسا وهامان وزيرا والإيمان ب "خريطة الطريق" كتابا مقدسا لا يأتيه التعديل من بين يديه ولا من خلفه، فطوبى للمؤمنين بدستور العسكر فلهم الشكلاطة في الحياة الدنيا أماالآخرة فالله أعلم.. أما من كفر بالإنقلاب وأهله فله الله في الأولى والآخرة.. نصيحة إلى من يدعم الانقلابيين بأموال "البترو دولار" إنكم تؤمنون بالله واليوم الآخر فالمال فيه سؤالين" من أين اكتسبه. وفيما أنفقه.." مثلا هل أنفق في تحرير الأقصى وفك الحصار عن غزة أم في قتل الشعب المصري؟ وطنوا أنفسكم. وابالمعطي أش ظهرليك في حريرة العسكر؟ لحساب يجيبوه ألخرين أولدي أولتنفخ دابا يتفش.