لطالما كان السفر إلى الفضاء حلماً يراود الإنسان منذ القدم، وقطعت العديد من الدول المتقدمة ووكالات الفضاء الدولية خطوات هامة في هذا المجال، فبعد الصعود والمشي على سطح القمر، اتجهت الأنظار إلى المريخ كونه أقرب الكواكب إلى الأرض في المجموعة الشمسية. وواجهت مشاريع الفضاء إخفاقات وانتكاسات عديدة، نتيجة بعد المسافات الواجب قطعها بالمركبات الفضائية، بالإضافة إلى ضرورة تأقلم أجسام رواد الفضاء مع الحياة خارج نطاق الغلاف الجوي للأرض. وتختلف الظروف والعوامل المناخية والفيزيائية في الفضاء عما هي عليه في الأرض، مما يجعل العيش في كواكب أخرى أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً، وفيما يلي مجموعة من التغيرات التي يمكن أن تحدث للجسم عند السفر للفضاء بحسب صحيفة "بزنس إنسايدر الأمريكية": 1- الاختناق إذا خرج رائد الفضاء من المكوك الفضائي دون أن يرتدي البزة الخاصة بالفضاء، سيشعر على الفور بأن الهواء سيندفع من رئتيه إلى الخارج، وذلك نتيجة عدم وجود ضغط للهواء في الفضاء الخارجي. 2- فقدان السيطرة على الأمعاء لا يقتصر الضرر الناتج عن نقص الأوكسجين في الفضاء على الشعور بالاختناق، بل يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة على عدة وظائف للجسم، حيث أجرى باحثون عام 1965 تجربة على مجموعة من الكلاب وضعت في بيئة مشابهة للفضاء الخارجي، ووجدوا أن الأمعاء أفرغت من الهواء على الفور، مما يؤدي إلى احتمال التغوط في السروال. 3- غليان الدم كلما انخفض الضغط، انخفضت معه نقطة غليان السوائل، وفي الفضاء حيث يغيب الضغط بشكل كامل، يمكن أن تتناقص درجة غليان السوائل إلى درجة حرارة الجسم، مما يعني أن الدم يمكن أن يغلي في أية لحظة، وكذلك الحال بالنسبة للعاب وباقي سوائل الجسم. 4- توقف الدورة الدموية وانفجار شعيرات الدم ينتج عن غليان الدم ظهور بعض الفقاعات التي تمنع تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية للجسم، وفي حال مرت هذه الفقاعات على القلب يمكن أن تسبب نوبة قلبية تؤدي إلى الوفاة، كما أن الفقاعات يمكن أن تسبب انفجار الشعيرات الدموية. 5- الانتفاخ ما إن تبدأ السوائل في مجرى الدم بالغليان، حتى تتحول إلى غازات من شأنها أن تسبب انتفاخات للجلد، وعلى الرغم من أن أبحاث ناسا تؤكد على أن جسم رائد الفضاء لن ينفجر أو تخرج مقلتا عينيه من مكانهما كما يحدث في أفلام الخيال العلمي، إلا أن الجسم سيعاني من العديد من الانتفاخات المؤلمة. 6- حروق الشمس في الوقت الذي تكون سابحاً في الفضاء فاقداً للوعي وجسمك منتفخ بالكامل، يمكن أن تتعرض لمشاكل أخرى، فالحرارة الصادرة عن أشعة الشمس يمكن أن تصل إلى أكثر من 100 درجة مئوية، مما يجعل التعرض لحروق الشمس أمراً مفروغاً منه. 7- طفرات في الخلايا يمكن أن تتعرض أيضاً لوابل من الأشعة الضارة بالخلايا البشرية، كالأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وأشعة غاما، ولن تمنحك هذه الأشعة قوى خارقة كما في الأفلام، وإذا كتبت لك النجاة، ستموت في وقت لاحق من التسمم الإشعاعي أو السرطان. 8- التجمد إذا انجرفت في الفضاء بمنطقة غير مواجهة للشمس، فربما تكون درجة الحرارة 260 درجة تحت الصفر، إلا أن هذا لا يعني أنك ستتجمد حتى الموت، فالحرارة تحتاج إلى وسط لتشع من خلاله، فعضلات الإنسان تستمر بإنتاج الحرارة في الفضاء، ولن تجد هذه الحرارة أي وسط لتنتشر فيه في الفضاء.