في مثل هذا الوقت من كل سنة يعرف العالم تغييرات فجائية في المناخ حيث ترتفاع الحرارة بشكل مفرط، ثم تعود للإنخفاظ مرة أخرى، هذا ما يعرفه المناخ ببلادنا إذ تجتاها موجة من الحر الشديد والذي على إثره يلجع العديد من الآباء والأمهات إلى شواطئ البحر و المناطق الخضراء كالغابات والحدائق العمومية، لتخفيف من حدت هذه الحرارة المفرطة، غير أن الاستمتاع بمثل هذه اللحظات غالبا ما ينقلب سلبا على العائلة، حيث أن عدد كبير من الأطفال يصابون في مثل هذه الأجواء بضربة شمس قد تهدد حياتهم دون أن ينتبه الآباء لذلك، إذ تحدث هذه الإصابة عند تعرض الطفل لحرارة مرتفعة بعد الجلوسه تحت أشعة الشمس لفترات طويلة ومستمرة سواء كان الجو الحارا أم الرطبا، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية ومن تم عدم قدرة الجسم الطفل على تنظيم إفراز العرق والتخلص من الحرارة الزائدة، و الاصابة بضربة شمس تأتي دون سابق إنذار، حيث لا تظهر علامات أو أعراض أولية على الطفل، كما أنها تتطلب علاجا فوريا مباشرة بعد إرتفاع درجة الحرارة جسمه. يقول الدكتور محمد بنجلون طبيب عام» إن سبب الإصابة هو التعرض المباشر للحرارة الشمس المرتفعة وبشكل مباشر،كما هو معروف أغلب الأطفال لا يحبون وضع القبعات واقية من الشمس أثناء اللعب أو السباحة، وتعرض الرأس مباشرة لأشعة الشمس يتسبب في إصابة المراكز المنظمة لحرارة الجسم في المخ بالاختلال، كما أن إرتفاع درجة حرارة الجسم تتسبب في فقده السوائل والأملاح المعدنية بسبب التعرق المفرط». كما أن الإصابة بضربة شمس تهدد جميع أعضاء الجسم بالتدمير والتلف،على رأسها الجهاز العصبي والحركي، فمن الأضرار المعروفة لإصابة هذا العضو هو الكسل الشديد الذي يظهر على الطفل، والذي ينتج عن فقدان الأملاح اللازمة لحركة العضلات بسبب التعرق، وهذه الظاهرة تظهر حتى عند الأشخاص العديين فبعد جفاف العرق نلاحظ ظهور بقع بيضاء على الملابس التي هي عبارة عن أملاح يفرزها الجسم أثناء التعرق، مع العلم أن الأنسان يحتاج حوالي 30 غرام من الملح في اليوم الواحد وكلما كان التعرق شديدا كلما فقد الجسم كمية أكبر من الأملاح يضيق الدكتور بنجلون، لدى يفضل تقديم بعض أنواح الخضروات والتي ترتفع فيها نسبة الملوحة حتى تعوض الأملاح المفقودة عند المصاب بضربة الشمس. يقول محمد بنجلون التعرض لضربة شمس يجب التعامل معها بحذر إذ يمكن أن تتسبب في موت خلايا بعض أجهزة و الأعضاء الحيوية بالجسم، فقد تصيب كل من الغدة الدرقية بانتفاخ الخلايا أو انسداد القنوات، أو موت خلايا الكبد الحساسة للارتفاع درجة الحرارة، كما يمكن إصابة البنكرياس، أوانتفاخ على مستوى الكليتيين، بالإضافة إلى موت بعض عضلات القلب أو اختلال نظام تخثر الدم مما يتسبب في نزيف على مستوى الأنف عند المصاب الذي يصبح خطرا على حياة هذا الطفل خصوصا إن أصيب به في الليل. أما الإصابات الأعضاء الوظيفية تكون غالبا على مستوى الصدر حيث يمكن أن يصاب المريض خصوصا الأطفال والمسنين بانتفاخ واحتقان أو انسداد شرياني رئوي، وارتفاع ضربات القلب وعدم انتظامها، اصفرار على مستوى الجلد مما يدل عن أن الكبد قد أصيب بالفشل، وهبوط حاد بالكليتين،وتأثر الجهاز العصبي من خلال عدم تحريك العينين وضيق حدقة العين وانعكاس الوتر العصبي السلبي أو الإصابة بغيبوبة عميقة وتشنجات أحيانا. ولتفادي الإصابة بهذه الأمراض يجب أن يتلقى المريض العلاجات الأولية والحرص على خفض درجة الحرارة، من بين التقنيات التي يمكن إستعمالها في عين المكان للمريض، وضعه في مكان بارد وابعاده عن مصادر الحرارة، يجب أن ينام المريض على الظهر مع رفع القدمين قليلا من مستوى القلب هذه العملية تساعد على تنظيم الدورة الدموية للمريض، التخفيف من الملابس والحرص على تهوئة المكان تهوئة جيدة ، استخدام الكمادات الباردة على الجسم والوجه مع التركيز على الرقبة والجبهة، وتشغيل أجهزة التكييف أو المروحة الكهربائية، اجراء تدليك الجسم بالإسفنج أو قطعة قماش مبللة بالماء البارد أو صب الماء البارد على الجسم ويستحسن وضع الطفل في حوض ماء تقل درجة حرارته بدرجتين عن حرارة جسم الطفل، هذا من شأنه تخفيف الحرارة من الجسم كله، إعطاء المصاب كمية كبيرة من الماء والسوائل حتى يتمكن من تعويض ما يفقده بسبب التعرق، التأكد من التنفس الطبيعي لدى المصاب كما يجب تغطية المريض بغطاء خفيف عند انخفاض درجة حرارة الجسم هذا سيمنع ارتفاعها مرة أخرى بالجسم، وفي حال فقد المصاب وعيه يجب وضعه على أحد الجوانب للاسترخاء، عدم اعطائه المهدئات والمسكنات خصوصا أن درجة الحرارة لم تنخفض بعد وفي الأخير يجب طلب المساعدة الطبية في أقرب وقت ونقل المصاب فورا إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية واللازمة. وللوقاية من الإصابة بضربة شمس ينصح الدكتور بنجلون بالإبتعاد قد المستطاع عن أشعة الشمس وعدم الإستمرار والوقوف فيها لفترات طويلة، ويفترض إستعمال القبعات أواستخدام مظلات ذات لون أبيض لتقليل من امتصاص حرارة الشمس، في حال إضطر الإنسان للوقوف تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، الحرص عن عدم تعرض للعطش وتجنبه ذلك بشرب السوائل بستمرار وبجميع انواعها وخاصة السوائل التي تحتوي على الأملاح مثل العصائر أو المياه الغازية وليس فقط الماء، لأن شرب الماء فقط قد يؤدي إلى الإصابة بنقص في الأملاح النسبي بالجسم وبالتالي يشعر المريض بمزيد من الهزال والضعف لأنه يفقد السوائل والأملاح من الجسم بسبب التعرق، عدم القيام بجهد عضلي رياضيا كان أو المشي أو كثرة الكلام تحث أشعة الشمس المفرطة، ارتداء الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس كاللون الأبيض، تبريد الجسم بالماء بين حين وأخرعند العمل تحت أشعة الشمس، حيث يمكن تبليل قطعة من الثوب ووضعها فوق الرأس وحول الرقبة، وأخيرا تناول الأطعمة الخالية من الدهون.