لقي مواطن أربعيني "م.ل" متزوج، ينحدر من المجال الترابي لجماعة الكنتور التابعة لإقليم اليوسفية حتفه اليوم 26 فبراير 2015 وهو يهم باستخراج الحديد الذي كان يستعمله المكتب الشريف للفوسفاط كدعامات لحماية عماله بالمنجم الفوسفاطي المهجور رقم 02 القريب من ثانوية الأندلس. وقد تم انتشال جثة الضحية بواسطة متطوعين من إخوته وبعض أصدقائه قبل أن يحل بمكان وقوع الحادث كل من قائد جماعة الكنتور، وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية، وممثلي المكتب الشريف للفوسفاط. وفي سياق متصل، حمّل أحد المسؤولين المحليين، رفض الكشف عن إسمه، المسؤولية كاملة للشباب المغامر بحياته في تلميح واضح إلى ممتهني بيع المتلاشيات الحديدية من المناجم المهجورة، مؤكدا أن الجهات المعنية نظمت حملات تحسيسية لتوعية سكان الجماعة بمخاطر اقتحام هذه المناجم. من جهته، فجر أحد أبناء المنطقة غضبه تجاه المسؤولين الذين تركوا الشباب يغامر بحياته من أجل دريهمات معدودة في ظل تهميش وإهمال تئن تحت وطأته المنطقة، يعلق الشاب الغاضب معقبا في ذات الوقت كون المكتب الشريف للفوسفاط يتحمل المسؤولية أيضا في عدم إغلاق جميع منافذ المناجم الفوسفاطية المهجورة أو على الأقل حراستها لتجنيب إزهاق الأرواح. يُشار إلى أن المنطقة المنجمية بجوار قرية سيدي أحمد شهدت العديد من الضحايا جلهم من شباب دواوير المنطقة، كانت تستغلهم عصابات الاتجار في الحديد المستعمل التي تنشط بالمنطقة وتنقل ما تحصل عليه من حديد بأثمان زهيدة عبر شاحنات إلى المدن المجاورة.