تم انتشال جثمان الشاب العشريني جواد حمدي مساء أمس الثلاثاء من أحد مناجم الفوسفاط المهجورة التي قضى بها نحبه حينما انهار عليه سقف المنجم وهو يهم باستخراج بقايا الحديد التي خلفها المكتب الشريف للفوسفاط هناك، والتي كان يتخذها كدعامات لمنع سقوطه على العمال آنذاك، فيما تمكن رفاقه من الهرب. وحسب مراسل جريدة الأحداث المغربية باليوسفية الذي عاين العملية التي استغرقت حوالي عشر ساعات، فقد لعب قائد جماعة الكنتور التي يتواجد بترابها المنجم دورا حاسما في انتشال جثة الضحية، فبعد انسحاب عناصر الوقاية المدنية من عين المكان لغياب شروط السلامة، غامر القائد حسب ذات المتحدث بمستقبله المهني وكلف خمسة شباب من أقارب الضحية وجيرانه باقتحام المنجم من خلال أحد الآبارالتي كانت تستعمل للتهوية ، حيث يبعد سطح المنجم عن سطح الأرض بحوالي خمسة وعشرين مترا، ولم يتمكن الشبان من العثور على الجثمان إلا بعد جهد جهيد بسبب كثرة المتاهات، في الوقت الذي توقفت فيه أنفاس الجمع الغفير خارج المنجم مخافة أن يقع الأسوأ ويلقى الشبان نفس المصير.
وفور انتشاله ، نقل جثمان الضحية إلى مدينة آسفي، ليعاد إلى مدينة اليوسفية مساء اليوم الأربعاء، حيث ووري الثرى بمسقط رأسه بأحد دواوير جماعة الكنتور . يذكر أن والد الضحية جواد حمدي سبق له أن وضع شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية باليوسفية طالب من خلالها السلطات بانتشال جثة ابنه، كما تقدم بطلب مؤازرة إلى ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان باليوسفية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي أصدرت بيانا دعت فيه إلى وضع حد لمعاناة عائلة الفقيد، وطلبت مقابلة مسؤولي المكتب الشريف للفوسفاط للاستفسار عن الموضوع دون أن تتلقى أي رد كما جاء في بيانها.