عثرت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي باليوسفية، بتنسيق مع أطر مختصة بالمكتب الشريف للفوسفاط بالكنتور، في بحث أولي مازال مستمرا، على دابة نافقة (حمار) وعربة مجرورة كان يستعملها لصوص داخل منجم فوسفاطي بدوار العراض جماعة السبيعات إقليماليوسفية، فيما لا تزال عمليات الحفر جارية من أجل البحث عن ناجين أو ضحايا آخرين، وعلمت «المساء» من مصادر جيدة الاطلاع، بأنه شرع في عمليات الحفر بعد إعلام السلطات المحلية بقيادة الكنتور وعناصر الدرك الملكي باليوسفية وباقي المصالح الأخرى، بسقوط سقف المنجم المغلق والمتوقفة به الأشغال منذ عدة سنوات، وانجراف الأتربة والمياه الجوفية على عدد من لصوص الحديد داخل المنجم، في حين نجا خمسة لصوص نتيجة قربهم من مخرج المنجم. وقد هرعت العناصر الدركية مرفوقة بقائد قيادة الكنتور وعناصر الوقاية المدنية ومسؤولي المكتب الشريف للفوسفاط خلال يوم الخميس الماضي إلى عين المكان، وبعد معاينة الحادث تبين انبعاث روائح كريهة، مما يوحي بوجود ضحايا، كما نبه قائد الكنتور عناصر الدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية إلى عدم المجازفة بأنفسهم ودخول المنجم غير المؤمن، في انتظار التنسيق مع الأطر المختصة للمكتب الشريف للفوسفاط من أجل تأمين عملية الدخول. وقد أعطى الوكيل العام للملك باستئنافية أسفي، تعليماته للشروع في عمليات حفر المنجم، والذي تصل مسافته إلى أزيد من 10 كلم، للبحث عن مجهولين، خصوصا بعدما أكد والد الشاب (جواد . م) المتزوج والمزداد سنة 1988 بدوار معمر بجماعة الكنتور، اختفاء ابنه الذي كان دائم التردد على هذا المنجم. وقد سلّم الناجون الخمسة (عزيز.ص، رشيد.ج، يوسف.ك، جمال.و، اسماعيل.ز) أنفسهم طواعية لعناصر المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية، وصرحوا بأنهم نجوا بأعجوبة من انجراف المياه والأتربة من سقف المنجم نتيجة سرقة الحديد الذي كان يستعمل لتثبيت سقف المناجم، وأنهم يجهلون عدد ضحايا انهيار سقف النفق، وأن المداخيل المادية الكبيرة التي تنتج من جراء بيع هذه القطع الحديدية، لعدد من السماسرة، هي سبب دخولهم هذه المغامرة القاتلة. هذا وعرفت منطقة الكنتور والمناطق المجاورة لها، سابقا حملة أمنية لتشديد الخناق على ناهبي الحديد والأسلاك الكهربائية والهاتفية، نتج عنه توقيف عدد كبير من المتهمين في هذا المجال. وللإشارة، فإن مصلحة الأمن والسلامة التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط باليوسفية، أشرفت على إغلاق جل المناجم الجوفية الفوسفاطية مؤخرا، لكن سكان المناطق المجاورة لها يقومون بحفر آبار والدخول للشروع مجددا في عمليات السرقة.