لطبيب غير جاهز لاستقبالكم" بهذه العبارة الصادمة استقبل المرضى المترددون على مصلحة المداومة بالمستشفى الإقليمي للا حسناء باليوسفية، طيلة يوم أمس 07فبراير 2015، مما أثار في نفوسهم وذويهم مشاعر الاستياء والغضب والشعور بالحكرة والمهانة، يقول (ب ر ) والد شاب كان يتضور من شدة الألم بعد إصابته في مباراة لكرة القدم: " شعرت بالإهانة والألم وأنا أرى فلذة كبدي ملقى على كرسي في قاعة الاستقبال، دون أن يجد إسعافا إلا الاعتذار من الممرضة، رغم صيحاته وتأوهاته التي لم تجد شيئا في استدرار عطف الطبيب لفحص ابني وتشخيص حالته... غادرنا القاعة صحبة مواطنين آخرين ونحن نجر أذيال الخيبة، بعدما فشلت كل محاولاتنا، وذهبت سدى كل توسلاتنا". وفي هذا السياق انتقلنا إلى المستشفى الإقليمي للوقوف على حيثيات المشكل، والتقينا بطبيب المداومة لاستفساره عن سبب إعراضه عن استقبال المرضى، رغم أن لائحة أطباء المداومة تثبت تواجده بالمستشفى في ذات اليوم، حيث رد قائلا: "أنا موجود، وغير موجود، موجود لتفادي وضعي في خانة الغياب وعدم الالتحاق بالعمل، وغير موجود لإسعاف المرضى، خصوصا ذوي الحالات العادية"، مبررا إقدامه على هذا السلوك باعتباره احتجاجا ضد ما سماه شطط مندوبية وزارة الصحة باليوسفية في حقه، بتنقيلها إياه من مقر عمله الأصلي بمستوصف جماعة إيغود القروية إلى المستشفى الإقليمي، مضيفا أن وضعيته هذه غير قانونية بحسب ما أفاده إياه أحد مسؤولي وزارة الصحة، وتابع الإطار الطبي كلامه، محملا السلطات الصحية مسؤولية ما قد يترتب عليه هذا الوضع، قبل أن يضيف بأنه راسل مندوب وزارة الصحة بخصوص وضعيته هذه منذ شهرين دون أن يتوصل بأي رد. وفيما تعذر الاتصال بمندوب وزارة الصحة الموجود حاليا في فترة إجازة، قال مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء بأن تنقيل المندوب للطبيب قانوني مئة بالمئة، ولا تشوبه أي شائبة، في ظل ما تخوله الوزارة لمناديبها الإقليميين من إمكانيات التدخل في تحديد الخريطة الصحية لمقاطعاتهم، وأخذ المبادرة في عمليات إعادة الانتشار لتغطية الخصاص في هذا المكان أو ذاك، مضيفا أن المنطق يقتضي إعطاء الأولوية لسد الفراغ بالمستشفى الإقليمي الذي من المفروض أن تستفيد منه كل ساكنة الإقليم، مع العلم أن الجماعة التي كان الطبيب تابعا لها يتوفر مستوصفها على إطار طبي. وفي رده عن تساؤلنا حول ما يمكن أن يتخذه من إجراءات لإصلاح الوضع، قال المسؤول الأول عن المستشفى بأن ذلك مرتبط بتلقيه شكايات مكتوبة من المواطنين، وبأن أي تدخل منه بدون ذلك قد يفسر بأنه شطط في استعمال السلطة. يشار إلى أن المستشفى الإقليمي للا حسناء باليوسفية يعاني من قلة التجهيزات الطبية، ومن خصاص مهول في الأطر الطبية العامة والمتخصصة، بما جعله عاجزا تماما عن استقبال الحالات المرضية المستعصية التي يتم تصديرها مباشرة نحو المستشفى الجهوي بآسفي. نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي