استعرض وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، السيد مولاي حفيظ العلمي، أمس الخميس بمراكش، أمام وفد من المستثمرين ورؤساء مقاولات ألمان، فرص الاستثمارات بالمغرب ومؤهلات المملكة التنافسية وموقعها المتميز كبوابة نحو إفريقيا. وتابع وفد رجال الأعمال، الذي يرافق الوزير الفيدرالي للشؤون الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب، باهتمام كبير مجموعة الإجراءات والتدابير التحفيزية التي اتخذتها المملكة لفائدة المستثمرين الأجانب، وكذا الضمانات المتعلقة بمناخ الأعمال وجودة البنيات التحتية للربط البحري والجوي، والامتيازات ذات الصلة بتكلفة الإنتاج وتقاطر المقاولات الأجنبية على المغرب للاستفادة من المؤهلات التنافسية التي يتيحها موقع المملكة. وبعد أن قدم لمحة عن التوجه القطاعي الجديد من أجل تحقيق إقلاع المقاولة الصناعية المعتمد من قبل المملكة، خلال السنوات الأخيرة، ركز السيد العلمي، بالأساس، على أرضية صناعة السيارات والطيران. وقال إنه من خلال شركات عملاقة من قبيل (بومبرديي) ب117 مقاولة في قطاع الطيران وشركة (رونو)، فإن هذا القطاع المتواجد في مناطق حرة مرتبطة بالكامل، أصبح أحد أهم المصدرين بالمملكة. وأكد الوزير أنه بفضل سياسة تنموية قطاعية موجهة تستهدف الرفع من القدرة التنافسية واحترام المعايير العالمية، استطاع المغرب عكس مؤشر التوجه نحو الصين التي تشهد تضخما، واستقطاب المقاولات التي تبحث عن التنافسية مع استحضار هاجس تكلفة الإنتاج. وقال إنه خلال الفترة الأخيرة شهدت المملكة توافد عدد كبير من المقاولات، ضمنها بعض الفاعلين الصينيين، الذين يشتغلون أيضا في قطاع النسيج، معتبرا أن القدرة التنافسية، مقارنة مع الصين ووجهات أخرى منافسة، أضحت أمرا محتوما. كما أبرز تحسن مناخ الأعمال من خلال اعتماد ميثاق الاستثمار ومنح الضمانات للمستثمر الأجنبي بالاحتفاظ برأسمال مقاولته بالكامل وترحيل الأرباح في إطار اقتصاد حر. من جهة أخرى، شدد الوزير على الفرص التي يتيحها حضور المقاولات بالمغرب، ومن بينها، الولوج إلى سوق يضم أزيد من مليار مستهلك بفضل اتفاقيات التبادل الحر (56 بلدا) وكذا موقع المملكة كبوابة نحو إفريقيا من خلال مقاولات مغربية حاضرة بقوة في العديد من بلدان القارة. وذكر ، بهذا الخصوص، أن أزيد من 40 في المائة من القروض بإفريقيا جنوب الصحراء ممنوحة من قبل أبناك مغربية متواجدة بالخصوص ببلدان غرب إفريقيا. وقال، في هذا الصدد، إن الموقع الاستراتيجي للمغرب وأداء المقاولات المغربية إفريقيا في العديد من القطاعات، وخاصة المالية والعقار والصيدلة والاتصالات والنقل الجوي، تعد كلها مؤهلات تجعل من المملكة بوابة لتنمية مجال الأعمال بإفريقيا، مؤكدا أن هناك فرصا عديدة بالنسبة للمقاولات الألمانية من أجل إرساء شراكات مع إفريقيا، التي تعتبر قارة المستقبل من خلال ما تشهده من دينامية اقتصادية حقيقية ونمو قوي. من جانبه، قدم المدير العام لوكالة تنمية الاستثمارات، السيد حميد بلفضيل، أداءات البنيات التحتية الصناعية واللوجستيك بالمغرب (مناطق حرة، الربط الجوي والبحري المتسم بالجودة)، فضلا عن مؤهل الولوج إلى سوق واسع. وقال إن المقاولات الألمانية، التي تصنع بالمغرب، تلج إلى أسواق ب56 بلدا تضم ما يقارب مليار مستهلك، دون أداء رسوم جمركية، مضيفا أن الربط الجوي والبحري يضمن لهذه المقاولات الربط المباشر ب36 مدينة بإفريقيا والشرق الأوسط. وأبرز أنه بعد إبرام اتفاقيات للتبادل الحر، تضاعف حجم توافد الاستثمارات الأجنبية على المغرب إلى سبع مرات، كما أن بعض القطاعات الصناعية حققت قفزة كبيرة، مشيرا، في هذا السياق، إلى قطاع صناعة السيارات الذي تجاوزت صادراته سنة 2014 صادرات الفوسفاط. وفي مداخلة له خلال هذا اللقاء، أكد وزير الخارجية الألماني، اهتمام المقاولات الألمانية بالبلدان المجاورة لأوروبا، والتي يحتل ضمنها المغرب مكانة مهمة لما يتيحه من امتيازات حقيقية. وذكر أن جودة المقاولات الألمانية ورؤيتها الخاصة من خلال الالتزام على المدى الطويل، قوت من النسيج الصناعي الألماني وأدائه المعترف به عالميا. كما شدد على دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في ترسيخ شراكات في قطاعات تتجاوز الحدود للبحث عن أسواق ذات مؤهلات قوية. من جهته، أكد المدير العام للشؤون الاقتصادية بوزارة الخارجية الألمانية، دييتر هالير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة كانت جد بناءة بالنسبة للعديد من المقاولات الألمانية، التي استشرفت مع نظيراتها المغربية ومسؤولين من مختلف القطاعات بالمملكة فرص الاستثمار والشراكة. وقال إن هناك كثيرا من الإمكانات والامتيازات الحقيقية بالنسبة للمقاولات الألمانية، موضحا أن الفاعلين الألمان مهتمين بالخصوص بقطاعات الطاقة والسياحة والتكنولوجيات الحديثة. والتقى الوفد الألماني، خلال هذه الزيارة، بفاعلين مغاربة من مختلف قطاعات الأنشطة في إطار اجتماع نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث اطلعوا على القطاعات الواعدة بالمغرب (صناعة السيارات، والطيران، السياحة، ...) ومشاريع طموحة من قبيل "المركز المالي للدار البيضاء". يشار إلى أن وزير الخارجية الألماني يقوم بزيارة عمل للمغرب يومي 22 و23 يناير الجاري على رأس ود هام يضم برلمانيين ورجال أعمال ومسؤولين حكوميين. وقد حظيت هذه الزيارة بتغطية إعلامية واسعة من قبل عدد من وسائل الإعلام الألمانية.