دعت سفيرة المغرب بكندا، نزهة الشقروني، الهيئات والمستثمرين الكنديين والكيبيكيين إلى اغتنام فرص الأعمال التي تمنحها المملكة المغربية في قطاعات السياحة والنقل الجوي وصناعة الطائرات من أجل إرساء شراكة أكثر متانة بين البلدين. وأبرزت الشقروني، في كلمة خلال افتتاح منتدى اقتصادي حول موضوع (المغرب : محرك للتنمية الإقليمية وبين القارات)، العلاقات المتميزة بين المغرب وكندا، والتي يحركها طموح مشترك لتطوير المبادلات التجارية، مؤكدة على أن هذا اللقاء يتطلع لأن يصبح أرضية لإقامة شراكات جيدة في قطاعات واعدة بالمغرب، والتي تحظى باهتمام خاص من لدن المستثمرين الكنديين، كما هو شأن السياحة والنقل الجوي وصناعة الطيران. وفي هذا الصدد، أضافت السفيرة، أن السياحة تعتبر من الركائز التقليدية للاقتصاد المغربي لكنها لا تفتأ عن التجدد لتصبح أكثر جذبا بالاعتماد على المؤهلات الطبيعية الخصبة والتاريخ العريق والثقافة الغنية التي تنهل من روافد عربية وأمازيغية وحسانية ويهودية وأندلسية، موضحة أن هذه المؤهلات توجد في قلب سياسة تقوم على توفير شبكة نقل جوي واسعة ومتشعبة، تستجيب للمعايير الدولية في مجال الأمن وتربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وأشارت إلى أن الاقتصاد المغربي، الذي يقوم على التحرير والانفتاح الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية التي تم إطلاقها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، يتوفر اليوم على إطار ماكرو اقتصادي سليم قادر على أن يشكل رافعة فعالة لتحقيق أهداف النمو المستدام. وسجلت أن هذا المنتدى يندرج في إطار مبادرات الانفتاح التي يقوم بها المغرب في إطار التوجيهات الملكية، خاصة تلك المتضمنة في الرسالة الملكية الموجهة إلى ندوة السفراء والتي حث فيها جلالته الحكومة على «إعطاء الأولوية لدبلوماسية اقتصادية مقدامة، قادرة على تعبئة الطاقات، بغية تطوير الشراكات وجلب الاستثمارات، وتعزيز جاذبية البلاد، وكسب مواقع جديدة، وتنمية المبادلات الخارجية». كما أبرزت أن قطاع صناعة الطيران يشكل حاليا قطبا حقيقيا لجذب الاستثمارات، كما هو شأن تشييد مصنع العملاق الكندي بومبارديي، مشيرة إلى أن المغرب قرر مواكبة تطور هذا القطاع بوضع إجراءات ملموسة تسمح للبلد بأن يصبح أرضية حقيقية لبعض المهن بعينها. وفي معرض تطرقها إلى الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة من أجل جذب الاستثمارات في كل القطاعات الاقتصادية، أشارت الشقروني إلى أن المملكة تتوفر على مزايا بنيوية تشجع على بروز نسيج صناعي ديناميكي وتنافسي، خاصة ما يتعلق بالموقع الجغرافي، والأداء الاقتصادي الجيد والنمو القوي، وإمكانية الولوج إلى سوق تعداده حوالي مليار مستهلك بإفريقيا وأوروبا والعالم العربي، ويد عاملة مؤهلة بأسعار تنافسية، وثقافة الانفتاح والتسامح والاستقرار السياسي، وهو ما يساهم في تعزيز جاذبية وجهة المغرب. وجددت التأكيد على أن المغرب يشكل سوقا متميزة تتوفر على مناخ تجاري من بين الأفضل على مستوى القارة، وبوابة نحو إفريقيا، مبرزة أن المملكة أصبحت مركزا في خدمة كل القارة الإفريقية معززة بالتالي رغبتها في أن تصبح مركزا للتنمية الاقتصادية الإقليمية وبين القارات.