أثرت عدة شخصيات في السنوات الأخيرة على صناعة صورة الملك محمد السادس ، حيث كانت تعتمد فقط على ما ينقل في التلفزيون الرسمي . لكن مع تطور التكنولوجي الذي واكبته ثورة إعلامية سريعة ، ساهمت العديد من الفئات على معرفة تفاصيل الحياة الملكية سواء تعلق الأمر بالأنشطة الرسمية أو الخرجات "السرية و إعطاء صورة جديدة عن الملك محجمد السادس . و حسب ما أوردته موقع "العربي الجديد" ، فقد وضع إسم سفيان البحري من بين الرجال الست المعنيين. شاب مغربي، يبلغ من العمر 23 عاماً. وصفته صحيفة "إلبايس" الإسبانية ب"الشخص المهووس بالملك محمد السادس". أنشأ صفحة على فيسبوك، تجاوز متابعوها مليوني شخص، خصصها لنشر صور الملك، محققاً نجاحاً لافتاً. اختار سفيان لصفحته اسم "le roi du maroc:mohamed VI"، ينشر فيها صوراً للحياة الشخصية لملك البلاد. يقول إن دافعه إلى ذلك هو "حب خالص للملك"، غير أن طريقة حصوله على تلك الصور التي تعجز كبريات المؤسسات الإعلامية والمهتمة بصور المشاهير عن الوصول إليها هي ما تثير التساؤل. فيصل العرايشي أمبراطور القطب العمومي ( سبع قنوات رسمية بالإضافة إلى الإذاعة الوطنية) منذ 15 سنة. درس الرياضيات وحصل على دبلوم في الهندسة في باريس في 1985. يتهمه الخصوم ب"السباحة في مجال يجهله تماماً"، بينما يرى مؤيدوه أنه أشرف عام 1989 على إدارة شركة (سيغما) للتكنولوجيا وهي شركة للإعلام السمعي البصري، واكتسب خبرة في المجال. مع تولي الملك محمد السادس العرش في 1999، عين فيصل العرايشي مديراً جديداً للتلفزيون والإذاعة، وغيّر استراتيجية تواصل القصر مع الصحافة، وبعد شهور من ذلك فاجأ التلفزيون المغاربة بصور شخصية للعائلة المالكة تظهر فيها عقيلة الملك لأول مرة، وكان من عادة الملوك العلويين أن لا تظهر زوجاتهم في الإعلام. ورغم أن مهندسي صورة الملك يفتحون أبواب القصر للإعلام الرسمي في المناسبات العائلية للعاهل المغربي، إلا أن هناك تدقيقاً ومراجعة كبيرة للصور واللقطات التي تمر في التلفزيون. خليل الهاشمي الإدريسي عينه الملك، محمد السادس، مديراً عاماً لوكالة المغرب العربي للأنباء (لاماب) في 2010 خلفاً لعلي بوزردة، الذي قالت الصحافة المغربية، إنه وقع ضحية للوشايات والدسائس في محيط الملك. وتولّت شخصيات أمنية بارزة المنصب نفسه منها: المدير العام الحالي للمخابرات الخارجية ياسين المنصوري. وقد أسس الصحافي المغربي، المهدي بنونة، وكالة المغرب العربي للأنباء سنة 1959، لنقل أخبار شمال أفريقيا والدعوة إلى الوحدة المغاربية، لكن الحسن الثاني وضعها بعد "شد وجذب" مع بنونة في يد الدولة. ومنذ ذلك الحين أصبحت الوكالة رسمية وتهتم بشكل كبير بالأخبار الوطنية، خصوصاً أنشطة العائلة المالكة. وكغيرها من الوكالات الرسمية في العالم العربي، تقدم "لاماب" وجهات النظر الرسمية للأحداث، وتتابع أنشطة المسؤولين الكبار في الدولة، وتمتلك، أيضاً، "فريقاً للأنشطة الملكية". وقد تعرضت منذ تولي الملك، محمد السادس، إلى تغييرات جذرية، خصوصاً هيكلتها الإدارية. شكيب العروسي إعلامي مكلف بالاتصال في الديوان الملكي. سبق أن عمل صحافيّاً في وكالة الأنباء الرسمية، وعين بعد ذلك مديراً للإعلام في وزارة الاتصال. كانت الصحافة المستقلة في المغرب ترشحه لتولي منصب مدير عام وكالة المغرب العربي للأنباء، بعد أن حظي بوسام الاستحقاق الوطني الفرنسي عام 2005 لكونه "شخصية متميّزة في مجال الاتصال بالمغرب"، لكن الاختيار وقع على الهاشمي الإدريسي. " تعرضت وكالة المغرب العربي للأنباء "لاماب"، منذ تولي الملك محمد السادس، إلى تغييرات جذرية، مست خصوصاً هيكلتها الإدارية. " وقد تحدثت الصحافة المغربية أخيراً عن إعفاء شكيب العروسي من منصبه في القصر وإحالته إلى التقاعد وتعويضه بإعلامي آخر هو كريم بوزيدة. وبوزيدة القادم من وكالات الإشهار في الدارالبيضاء، كان قد اشتغل مع الهمة بعد خروج الأخير من وزارة الداخلية سنة 2007، حيث أسس شركة خاصة بالتواصل والاستشارات الإعلامية بالرباط. وتقتصر مهمات المسؤول عن التواصل في القصر الملكي على الطرق التقليدية في التواصل من خلال التلفزة الرسمية وصور الأنشطة الملكية، وهي لا تزيد على استدعاء مصوري التلفزة، وتحديد أماكن اشتغالهم وزوايا التصوير. عبد الجواد بلحاج عينه الملك في 2010 مديراً للتشريفات والأوسمة. وكان تقلد في السابق مناصب عدة، منها رئيس مصلحة الاستقبالات الرسمية في البرلمان ما بين (1986 / 1988) ثم رئيس مصلحة البروتوكول والحفلات الرسمية في البرلمان سنة 1988، ثم مدير ديوان أكثر من وزارة. يعتبر مدير التشريفات والأوسمة أقرب موظفي القصر إلى الملك، وله اتصال مباشر بالأمراء والأميرات. ويكون مُلما بطريقة تدبير الحكم ومزاج العاهل الذي يحكم، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة التي تربط هذا الأخير بجميع أفراد الأسرة الحاكمة. ويحرص بصرامة على أن يتم احترام هذا البرتوكول، وأكثر من ذلك يسهر على المحافظة على مسافة الملك مع كل شخص، وهو الذي يفهم أكثر مزاج الملك كإنسان ويسهر على احترامه. من أشهر الذين تولوا هذا المنصب الجنرال حفيظ العلوي، الذي عُرف بصلابته، إذ كان متشدداً في البرتوكول. وقد سجلت له الصحافة المغربية مرة دفعه لأحد الوزراء بقوة حتى سقط على الأرض. عبد الحق المريني عينه الملك في 2012 مؤرخاً للمملكة المغربية وناطقاً رسميّاً باسم القصر الملكي. وقد شغل منصب مدير التشريفات الملكية والأوسمة سابقاً. لم تواكب هذه المؤسسة الانفتاح الإعلامي الجزئي الذي اعتمدته الملكية مع تولي محمد السادس الحكم، إذ رغم الطفرة المعلوماتية وانتشار وسائل التواصل الحديثة لا يزال الناطق الرسمي باسم القصر الملكي يرفض الحديث إلى الصحافة. يكتفي فقط بتدبيج بيانات وإعادة تلاوتها في التلفزيون من دون فسح المجال أمام أسئلة الصحافيين وتعقيباتهم. يؤكد عبد الله المصطفاوي، أن الحكاية الشعبية التي تقول: "إذا أردت أن تعرف ما يجري داخل المغرب عليك أن تتسوق الخبر من الخارج" لا تزال سارية المفعول في مغرب العهد الجديد.