مباشرة بعد الوقفة الإحتجاجية التي نظمها الجسم الإعلامي والإداري بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون ب 1 زنقة البريهي بالرباط، يوم الخميس الماضي، والتي كان من ضمن أسبابها علاقة التوتر التي ظلت تجمع بين العاملين بهذه المؤسسة الوطنية الإستراتيجية والهامة، والمدير المركزي للأخبار بها الزميل علي بوزردة، خلال الأشهر الأخيرة، تم في اليوم الموالي، الجمعة تاسع يناير 2009، بقرار ملكي تعيينه مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو منصب هام آخر في مؤسسة استراتيجية كبرى ذات دور ووزن خاص في المشهد الإعلامي المغربي. التعيين هذا، تم من خلاله تعويض بوزردة للمدير العام السابق للوكالة محمد خباشي، الذي قيل إنه في مهمة خارج المغرب. وحسب مصادر من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فإن قرار تعيين بوزردة قد جاء لوضع حد لأزمة ظلت عالقة داخل الشركة، كان يجد مديرها العام فيصل العرايشي نفسه، موزعا بين تيارات متصارعة، لم يستطع الحسم في خلافاتها بالشكل المهني المطلوب، مع التأشير على أن المدير المركزي السابق للأخبار بها، كانت له وجهة نظر تدبيرية تصطدم مع مسؤولين مركزيين آخرين، على مستوى الإذاعة المركزية والقناة الأولى، خاصة في ما يرتبط بالبرمجة والإنتاج. أما السيد محمد خباشي، الذي تعذر علينا الاتصال به مباشرة، بسبب تواجده خارج المغرب، فإن المعطيات المتوفرة من داخل وكالة المغرب العربي للأنباء، تؤكد أنه كان عمليا غائبا منذ أسابيع عن مقر الوكالة، بل هناك من يقول إن منصب المدير العام كان عمليا شاغرا منذ شهور، بسبب التزامات مهنية أخرى للسيد خباشي، وأن تعيين بوزردة جاء ليغطي فراغا كان قائما، غير مسموح به في مؤسسة استراتيجية هامة بالنسبة للدولة مثل « لاماب ». ولعل ما يؤكد تغيب السيد خباشي أنه لم يحضر حفل تسلم المهام الذي ترأسه وزير الإتصال الأستاذ خالد الناصري مساء الجمعة الماضي بمقر الوكالة، فيما أكدت قصاصة رسمية ل«لاماب» أن الرجل يوجد « في مهمة خارج المغرب »، دون تحديد طبيعة ونوعية تلك المهمة، وأن وزير الاتصال قد أشاد به في كلمته، منوها ب «إخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن». وإذا كان محمد خباشي، قد تدرج في مهام صحفية وإدارية داخل وكالة المغرب العربي للأنباء، منها على الخصوص تحمله مسؤولية مدير الإعلام بها، ومسؤولية مدير مكتب الوكالة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وهو مكتب هام جدا من الناحية المهنية ضمن كبريات مكاتب الوكالة بالخارج ( مثل مكاتب: القاهرة، باريس، مدريد، جوهانسبورغ، لندن، الجزائر، واشنطن وبكين )، فإن الزميل علي بوزردة يعتبر منتوجا صحفيا خالصا، كونه درس بالمعهد العالي للصحافة بمدينة العرفان بالرباط ( فوج 1980 )، وعمل مباشرة بالتلفزيون المغربي بصفته صحفيا في قسم الأخبار، قبل أن تتم ترقيته إلى منصب رئيس نشرة. وبسبب تمكنه من اللغة الإنجليزية بشكل جيد، تم تعيينه سنة 1989 مسؤولا عن مكتب وكالة الأنباء الإنجليزية « رويترز » بالرباط، وهو مكتب مكلف بأخبار كل دول شمال افريقيا. ثم عاد سنة 2002 إلى مجال التلفزيون، حيث تم اختياره مديرا لمكتب قناة « أبوظبي » الإماراتية بالرباط، حين كان الزميل محمد دو الرشاد مسؤولا عن قسم الأخبار والبرامج بتلك القناة الخليجية، وكان لها إشعاع مهني كبير حينها. وبعد التغييرات التي طالت الإستراتيجية الإعلامية لهذه القناة بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية، سنة 2003، بتدخل مباشر من الخارجية الأمريكية، التي اعتبرتها قناة مخترقة بتيار قومي تقدمي عربي، سيتم التخلي عن دو الرشاد وفريق كبير من الصحفيين المغاربة والعرب، وتم إغلاق عدد من المكاتب الخارجية، ضمنها مكتب الرباط، الأمر الذي جعل بوزردة يعود إلى بيته الإعلامي الأول، القناة المغربية الأولى « إتم »، سنة 2004 في منصب مدير للأخبار، قبل أن تتم ترقيته إلى منصب مدير مركزي للأخبار بها.