طالب مشاركون في وقفة احتجاجية للعاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، أول أمس بالرباط، بافتحاص مالية هاته المؤسسة التي تتلقى سنويا نحو40 مليار سنتيم من المال العام للدولة. واتهم عاملون بالإذاعة والتلفزة الوطنية، في شعارات رفعوها، أصحاب القرار بدار البريهي ب«إقصاء المواطن المغربي وقاعدة عريضة من العاملين بالشركة الوطنية من خدمات هذا المرفق العمومي على النحو المهني المطلوب». واستنكر عمال وعاملات «دار البريهي»، إقدام الرئيس المدير العام للقطب العمومي، المكون من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد (دوزيم)، على تعيين 36 مديرا منهم 8 مدراء مركزيين للإشراف على 2400 موظف فقط بالإذاعة والتلفزة المغربية. وهاجمت أطياف نقابية مختلفة بالإذاعة والتلفزة، بشكل لافت، مديرية الإنتاج، ومديرية الأخبار التي يوجد على رأسها محمد بوزردة، مطالبة بإزاحته من هذا المنصب. واتهمت النقابات المديرين بوزردة والعلمي الخلوقي «بالتورط في تمييع المادة الإخبارية والإغراق في التعتيم وتغييب القضية الوطنية والانبطاح لمبدأ التعليمات على حساب القواعد المهنية المتعارف عليها عالميا، وسوء تدبير مصلحة الإنتاج على جميع الواجهات». وقال عمر العباسي، عضو لجنة الحوار بالتلفزة المغربية: «إن الحق في الخبر والإعلام.. لن يتحقق دون جلاء العقليات المتخلفة والمحكومة بالهاجس الأمني والخاضعة لمنطق وأسلوب التعليمات والهواتف». وانتقد العباسي ما اعتبره «إغراقا للمؤسسة بالمتدربين، وخصوصا المتدربات، في ظل سيادة العبث والارتجالية والمزاجية، مما أثر على المنتوج الإخباري». وفي هذا السياق، رفع المحتجون شعارات تقول بتورط مديرية الأخبار في «تعيين نجلة مسؤولة بالمجلس الأعلى للسمعي-البصري «الهاكا» لتغطية مفاوضات مانهاست دون أن يمر على التحاقها بالتلفزة ثلاثة أشهر». وحذر عبد الله البقالي، نائب رئيس نقيب الصحافيين المغاربة، من مغبة إقدام الإدارة على الانتقام من المشاركين في هاته الوقفة التابعين للإذاعة والتلفزة، في وقت رفعت فيه الأصوات المنتقدة لمديرية الأخبار بالإذاعة، التي يديرها عبد اللطيف لمبرع ومديرية الإنتاج بها التي يوجد على رأسها جلال عواطف. وندد عبد الهادي الناجي، رئيس اتحاد الصحافيين الرياضيين المغاربة، بأوضاع العاملين والعاملات بالإذاعة والتلفزة المغربية، حيث طالب بضرورة توحد الجسم الصحفي لفضح سياسة المحسوبية والزبونية وعقلية إقصاء الكفاءات بهذا المرفق العمومي. وعبر الإدريسي الزوكاري، صحافي في التلفزة، عن آماله في أن تستوعب إدارة الإذاعة والتلفزة الدرس جيدا من خلال هاته الوقفة الاحتجاجية الرمزية، وأن تبادر إلى الدخول في حوار مع تمثيليات عمالها وعاملتها للخروج بحلول تخدم المصلحة العامة.