دعا صحافيون وبعض هيئات المجتمع المدني إلى افتحاص مالي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وذلك لمواجهة تبذير المال العام وترشيد النفقات، داعين، خلال وقفة رمزية نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية أمس أمام مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع ومحاكمتهم. وطالب المحتجون، باعتماد قواعد الحرية المهنية والاستقلالية في النشرات والبرامج الإخبارية والاستجابة لانتظارات المتلقين بتوفير الشروط المهنية للعاملين وعبروا، من خلال شعاراتهم، أن هدفهم الأساس هو الشفافية في التسيير والحرية في التعبير والمهنية في التحرير، مطالبين باحترام أخلاقيات المهنة من تقدير للكفاءات، وتوظيفها إيجابيا والعمل على جعل المعلومة والإخبار والتحليل الموضوعي في متناول الرأي العام، بعيدا عن منطق الأوامر والتوجيه والمراقبة، عبر رفعهم شعارات من قبيل الرداءة والركاكة نشرات مفبركة، والدخلاء مدللون ومهنيون مهمشون وبالمدراء غرقتونا وبالتعليمات قهرتونا وبالتليفون قهرتونا ومن الروبورتاج منعتونا. ومن جهة أخرى انتقد المحتجون الطريقة التي تعاملت بها التلفزة والإذاعة المغربية في تغطية حدث. محرقة روزا مور، عبر شعارات مثل المحرقة في كازا والسهرات في التلفزة و شوهتوا النشرات وكثرتوا السهرات. وفي السياق نفسه قال خالد أكدي، الكاتب العام للمكتب الوطني النقابي الموحد للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لا بد أن نتذكر وبحزن كيف قضى نحو 06 شخصا في حريق معمل روزا مور بليساسفة بالدار البيضاء، لنستنكر جميعا، وبقوة التجاهل المخجل الذي تعاملت به القناتان العموميتان الأولى والثانية، إزاء هذا الحدث المفجع، الذي هز كيان المغاربة جميعا إلا الساهرين على مديرتي الأخبار في كل من القناتين ليثبت للجميع أن هاتين المديرتيان لا زالتا خارجيتين عن إحداثيات زمان ومكان العصر الحديث وتعملان بمنطق التوجيهات العتيق. ومن جانبه قال عبد الله البقالي، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن العاملين داخل القناة يتطلعون إلى إعلام نابض، ويحتجون على سوء التدبير، موضحا أن الوقفة لا تستهدف أي شخص، ولكن ضد العديد من الممارسات المزاجية. وأبرز البقالي أن باب الحوار مفتوح مع المسؤولين بالقناة، داعيا إلى البحث عن بدائل حقيقية من أجل الرقي بحرية التعبير والصحافة داخل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. يذكر أن الوقفة تنظم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتأتي تعبيرا عن قلق العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بشأن تدهور الأوضاع بالمؤسسات، واحتجاجا على التسيير الارتجالي للمديرية المركزية للاخبار. وحضر الوقفة ممثلون عن بعض هيئات المجتمع المدني من جمعيات حقوقية ونقابية ونسائية وسياسية.