ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من أنواع الحميات الغذائية التي يعد المروجون لها بأفضل النتائج في خسارة الوزن، وتعتمد كل حمية على الامتناع عن تناول نوع معين من العناصر الغذائية كالبروتينات والكربوهيدرات والسكريات وغيرها، أو الاقتصار على تناول نوع واحد كالفواكه والخضروات. وعلى الرغم من أن العديد من هذه الحميات الغذائية أثبتت فعالية في خسارة الوزن الزائد في زمن قياسي نسبياً، إلا أن تجاوز عنصر غذائي كامل يشكل خطراً كبيراً على الصحة نظراً لحاجة الجسم إلى غذاء متوازن يضم جميع العناصر الغذائية. وتقدم صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية مجموعة من الحميات الغذائية التي يجب التعامل معها بحذر عند ابتاعها. 1- الحمية منخفضة الدسم لا يمكن تناول اللحومات الغنية بالدهون بحرية وانتظار خسارة الوزن واستعادة الرشاقة، وخلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان الأطباء يوصون المرضى بالإقلاع عن تناول اللحوم والبيض والأجبان والزبدة واستبدالها بالأطعمة المطهوة بالسمن النباتي. وكان الاعتقاد السائد بأن الدهون المشبعة الموجودة في المنتجات الحيوانية، تؤدي إلى انسداد الشرايين وأمراض القلب والنوبات القلبية، واعتبرت الدهون غير المشبعة والمكونات الطبيعية الموجودة في السمنة منتجات أكثر صحية. ولكن الأبحاث أكدت على أن الخيار الأفضل يبقى تناول كميات معتدلة من الأطعمة الدسمة، لمنح الجسم ما يحتاجه منها، وفي نفس الوقت تجنب تكدس الدهون والشحوم في الجسم. 2- الحمية الفقيرة بالكاربوهيدرات يعتقد الكثيرون أن الطريقة الأمثل لفقدان الوزن هي التوقف عن تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات كالخبز والمعكرونة والمعجنات، وعلى الرغم من أن الكثيرين تمكنوا من خسارة كمية كبيرة من أوزانهم بهذه الطريقة، إلا أن الخطر يكمن في احتمال استعادة الوزن من جديد نتيجة حاجة الجسم للكربوهيدرات. ويقول المختص بالتغذية من نيويورك كيري غلاسمان "إن هناك استراتيجية أفضل من التوقف عن تناول الكربوهيدرات، تتمثل في الحصول على ثلث السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم من البروتينات، وثلث من الدهون، والثلث الأخير من الكربوهيدرات". 3- حمية رجل الكهوف اكتسبت هذه الحمية شعبية كبيرة بين الرياضيين وأبطال كمال الأجسام، وتعتمد بشكل أساسي على تقليد أسلوب تناول الطعام في العصور الحجرية عن طريق تناول الفواكه والخضروات واللحوم وتجنب الحبوب والبقول ومنتجات الالبان و الأطعمة المصنوعة من السكريات والطحين. وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء، يتفقون على أن هذا النوع من الحمية يزود الجسم بالعديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها، إلا أنهم في نفس الوقت لا يجدون ما يبرر الإقلاع عن تناول الحبوب والبقوليات والألبان التي تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والمعادن الأساسية. 4- الحمية الخالية من الغلوتين لم يكن الكثير من الناس يسمعون عن الغلوتين قبل عقد من الزمان، وهو مركب بروتيني يشكل 80% من البروتين الموجود في القمح، ويمكن اعتبار الحمية الخالية من هذه المادة ضرورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية ناتجة عن الغلوتين. أما بالنسبة للأصحاء، فليس هناك أي سبب يدعو إلى الامتناع عن تناول الغلوتين، وبخلاف الاعتقاد السائد فإن التوقف عن تناول الغلوتين لا يساعد على خسارة الوزن، كما أن التخلي عن تناول القمح والشعير يقضي على مصادر مهمة للألياف والبروتين والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم. 5- الأطعمة النيئة يجمع الباحثون على أن العديد من الأطعمة كالفواكه والخضروات، تخسر كمية كبيرة من قيمتها الغذائية عند طهوها، إلا أن هذا الأمر ليس دقيقاً في جميع الأحوال، فهناك بعض أنواع الخضروات كالطماطم، تزداد قيمتها الغذائية بعد طهوها، كما أن الطهو يساعد على قتل الجراثيم والبكتيريا المسببة للعديد من الأمراض. ويعتقد غلاسمان أن الأسلوب الأمثل هو الجمع بين الخضروات المطبوخة والنيئة، خاصة وأن بعض أنواع الخضروات لا يمكن تناولها من دون طهيها. 6- الحمية الغنية بالدهون بات من المعلوم في الآونة الأخيرة أن الدهون ليست العدو الرئيسي لمرضى البدانية، إذ يمثل تناول الكربوهيدرات والسكريات السبب الرئيسي لزيادة الوزن، وهذا ما دفع خبراء الصحة إلى القلق من زيادة شعبية الحميات الغنية بالدهون، لما تشكله من خطر على صحة القلب من خلال زيادة نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.