نظمت المؤسسة المتوسطية لمهرجان الثقافة الامازيغية بطنجة قبيل إفتتاح النسخة السادسة من مهرجان "ثاويزا" ندوة علمية تحت عنوان "الهويات والانتماءات" بحضور المفكرين علي حرب من لبنان وأحمد عصيد المفكر الامازيغي العلماني المغربي. وقد تمحورت تدخلات حرب وعصيد حول الهوية الامازيغية كمثال حيث تساءل حرب عن أين هي الهوية الامازيغية في إشارة إلى ذوبان العديد من الهويات الاخرى مع الهوية الامازيغية ما أثار حفيظة الحاضرين حيث صبت مجمل التدخلات جام غضبها على حرب إذ إعتبر بعض الامازيغ أن حرب لا يعرف شيئا عن الامازيغية حتى يتساءل عن أين هي هويتها الآن. وقد كان تدخل عصيد شبه رد على حرب بعدما أشار إلى أن الهوية الامازيغية دائما ومنذ الازل تعايشت مع جميع الهويات الاخرى وتعاملت مع الرومان وأخذت من هويتهم وأضاف :" الامازيغية لا يمكن أن تحيا بدون ما بقت به على مر التاريخ " وأشار إلى أن الامازيغ تميزوا بثقافة الانفتاح والتبادل ولم يكونوا يوما منغلقين وهو ما يجعل باقي الهويات تندمج مع الهوية الامازيغية. وفي حديثه عن الهوية والخطاب الامازيغي أشار عصيد أن بالمغرب أربع خطابات وعددها في الخطاب الرسمي للدولة والذي إعتبره يحارب الامازيغية ويقصيها وخطاب الاسلامويين وإعتبر أنهم أيضا يحاربون الامازيغية عبر إعتبار أنه هناك هوية واحدة وهي الهوية الاسلامية في حين أكد أن ثالث الخطابات بالدولة المغربية هو الخطاب القومي العربي الذي يقصي ما دونه من خطابات، وأضاف عصيد :" وهناك الخطاب الامازيغي الذي يؤمن بالتعدد وهو يلح أيضا على التعدد عبر إنسجامه مع باقي الهويات والانتماءات الاخرى". وذكر عصيد أن الهوية كيفما كان نوعها لا يجب أن ترتبط بالارض لأن الارض ثابتة والهوية متحولة ويمكن ربط الهوية بالارض فقط من خلال العامل الجغرافي. وإنتقل عصيد في ختام كلامه إلى الهوية والمعتقد حيث تساءل عصيد عن هل الدولة لها دين؟وهل الدولة محتاجة إلى دين؟ مجيبا عن سؤاله عبر التأكيد على أن الدولة هي مجرد دولة ولا تحتاج إلى الدين مؤكدا أن الدولة تطبق الاعدام وذلك عبر تطبيق الحد في الشريعة الاسلامية بينما الحضارة الامازيغية لم تعرف يوما تطبيق الحد وكانت أكبر عقوبة هي إبعاد المجرم عن الارض عبر نفيه