الإنارة العمومية و الخدمات الشمولية و الفواتير الجهنمية شعارات خالدة تتمسك بها إدارة مكتب الوطني للكهرباء لقهر جيوب المواطنين واستنزافها بشكل منتظم وممنهج... تارة يقولون للمواطن إن مجمل ما استهلكته من طاقة كهربائية في الشهر السابق كان تقديرا وما ستستهلكه في الشهر اللاحق سيكون واقعيا... "يدوخون" المواطن ويتلاعبون بفواتيره و بالوجيبة المطالب بأدائها... ومنهم من عاود الأداء مرتين دون أن يتفطن إلى ذلك التلاعب... ومنهم من عجز عن إيجاد وصل الأداء الذي لا يحوي ختما إداريا ولا هم يحزنون، مجرد ورقة رقيقة وشفافة يمكن لأي خبير في مجال الإعلاميات تزويرها أو تقليدها فضاعت حقوقه وضل يندب حظه التعيس... وتفاديا للمزيد من الاحتجاجات و التنديدات إزاء تردي خدمات المكتب و الاكتظاظ الذي كان يشهده يوميا بحيث كان المواطن يتخلف عن عمله لمجرد أداء فاتورة الكهرباء... فتفتقت عبقرية المسؤولين وأبرموا عقدا مع أرباب المخادع الهاتفية المفلسة... وعوض أن يحل مشكل الاكتظاظ تفاقم وازداد سوءا لسبب بسيط جدا ألا وهو وقوف المواطنين المستهلكين الزبائن في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة أو زخات المطر الرعدية... ومن أصحاب هذه المخادع من يغلق الباب على الزبناء بداخل المخدع الهاتفي ويجبره على الانتظار حتى ينتهي مستخدم من استخلاص جميع الفواتير ليفتح لهم الباب بعد مشقة الأنفس ويطلق سراحهم وكأنهم قطعان ماشية وليسوا آدميين لهم كرامة وعزة نفس. حياة المواطنين معرضة للخطر في العديد من الشوارع و الحدائق و الكورنيش و جنبات الطريق اذ توجد أسلاك كهربائية عارية دون لاصق بلاستيكي أو ماشبه... مع ما يشكله التيار الكهربائي القاتل في حالة ما اذا حصل تماس أو لمسها أحد الأطفال الأبرياء... فيما بعض الأعمدة الكهربائية الإسمنتية مهترئة وآيلة للسقوط دون أن تسترعي اهتمام المسؤولين عن هذا القطاع الحيوي... هذا طبعا غيض من فيض ليست لدي العديد من المعطيات و التفاصيل عن الشوائب التي تشوب أداء إدارة المكتب الوطني للكهرباء لكن ورغم ذلك فاللبيب بالإشارة يفهم.