.كوم - عبد المنعم شوقي - التصوير للزميلين : أحمد ومحمد خالدي -
ضمن مبادراتها الإشعاعية ، نظمت الزميلة " الريف المغربية "صبيحة يومه السبت 6 دجنبر وبحضور السيد عامل الإقليم السيد الحاج مصطفى العطار صبحية محبة وإبداع كما سماها الأستاذ جمال أزغاريد في كلمة له بمناسبة استضافة زملاء " الريف المغربية " للشاعر والكاتب الروائي محمد الأشعريوبمساهمة كل من الأستاذ طالع سعود الأطلسي والدكتور عبد الحكيم امعيوة .
في مستهل هذا النشاط الثقافي المميز ، أعطى مسير الجلسة الدكتور أحمد زاهد ، الكلمة للأستاذ جمال أزغاريد حيث ألقى كلمة باسم اتحاد كتاب المغرب بالناظور حيى فيها الجميع على هذه الصبحية ، صبحية المحبة والإبداع ، منوها بمبادرة الزملاء في جريدة "الريف المغربية ".
ورحب الأستاذ أزغاريد بالشاعر محمد الأشعري الذي قال عنه بأنه أثرى المشهد الثقافي الوطني بمساهماته وإبداعاته المتواترة ، وهو الصحفي المتابع ، الروائي المسافر مشيدا بمجهوداته التي بذلها من أجل تطوير مؤسسة اتحاد كتاب المغرب، وسيبقى الأشعري – يضيف ممثل اتحاد كتاب المغرب بالناظور – شخصية فذة بصمت الساحة الثقافية بإبداعاته . وعن الرواية الجديدة للأستاذ محمد الأشعري ، أكد الأستاذ جمال أزغاريد بأن هذه الرواية التي تقع في 448 صفحة وتم إصدارها قبل شهرين "علبة الأسماء " هي تحتفي بأندلسية الرباط الهادئة ، إنها قصة حب الروائي للرباط.
وباسم أسرة الزميلة " الريف المغربية " عبر الدكتور محمد بولعيون عن عميق سروره بتواجد أساتذة محترمين بين ظهرانينا اليوم من قبيل الأستاذ محمد الأشعري ، الأستاذ طالع سعود الأطلسي ، الدكتور أحمد زاهد والدكتور عبد الحكيم امعيوة ، شاكرا السيد العامل وكل الحضور على تلبية الدعوة الكريمة الموجهة إليهم .
وتوجه الدكتور بولعيون بكلمة شكر وتقدير للأستاذ طالع سعود الطلسي الذي قال في حقه بأنه لا زال وفيا لنفس المسار الذي صار عليه منذ تجربته الغنية في جريدة أنوال،واعتبر الدكتور احمد زاهد من احد الفاعلين الأساسيين في عدد من الأنشطة التي تعرفها المنطقة.
وأعاد إلى الأذهان مدى الاهتمام الذي توليه جريدة "الريف المغربية " لمختلف الملفات المحلية والوطنية وانفتاحها على الأنشطة الثقافية وهي كلها إيمان بثقافة الاختلاف.
وأثناء سرده لمجموعة من المحطات الإشعاعية التي توقفت عندها الزميلة "الريف المغربية "، ذكر الدكتور محمد بولعيون حفل التكريم الذي خصصته للراحل الدكتور قاضي قدور ، وانخراطها في سؤال الأمازيغية الخ...وأضاف أن بهذه القناعة المستدامة يتم اليوم تنظيم هذا الحفل الثقافي ويتمثل في استضافة كاتب وشاعر وروائي عزيز، والأمر يتعلق بالأستاذ محمد الأشعري الذي أبان عن كفاءته في تسيير الشأن الثقافي ببلادنا .
وتناول الكلمة الأستاذ طالع سعود الأطلسي الذي عبر عن سروره وهو يتواجد بمنطقة عزيزة عنه وهي منطقة الريف بحمولتها التاريخية ، ثم سلط الضوء على السياق الأدبي والتاريخي لرواية "علبة الأسماء" ولصاحبها محمد الأشعري كما وضح الدور البارز الذي لعبه الشاعر في تطور مراحل فن الرواية الأدبي، موضحا بأن هذه الرواية تتطرق إلى أحداث الناظور الأليمة وللمجازر التي وقعت فيها ، كما تتحدث عن أسماء حقيقية في أماكن حقيقية ، والجمل فيها طافحة – يقول الأستاذ سعود الأطلسي – بمعاني الشعر إلى حد تدفعك إلى إعادة قراءة الجمل لتتلذذ بحسها وتتمتع وانت تقرأ،وتتعلم وأنت تقرأ.
وفي رأي الدكتور عبد الحكيم امعيوة ، ف"علبة الأسماء" سجل فيها الأشعري العديد من العواطف ، وفيها تداخل لحكايات عديدة ، ووصفت لنا مجموعة من الإكراهات والمشاكل التي عايشها المغرب.
وأضاف الدكتور امعيوة بأن هناك شعرية الأشخاص وشعرية الأماكن. وفي ختام انطباعه ، أكد الدكتور امعيوة بأن رواية " لعبة السماء "تضم أزيد من 400 صفحة وهي في حاجة إلى أزيد من 400 قراءة ، على اعتبار أنها رواية مغربية إنسانية يمكن وصفها بالعلبة السوداء.
وبدوره أبدى الضيف المحتفى به الأستاذ محمد الأشعري تأثره بهذا اللقاءالذي تحتضنه اليوم مدينة الناظور، شاكرا للسيد العامل و كل الحضورعلى مشاركتهم في حفل توقيع رواية " علبة الأسماء "مؤكدا بأنه لا بناء حقيقي لمؤسسات ولا لتنمية هادفة من دون إعداد مواطن قارئ.
وبخصوص روايته ، أوضح الأستاذ الأشعري بأنه عاد من خلالها إلى ولعه وإلى التحولات والتفاصيل التي تحدث في المغرب الحديث .
و أكد في كلمته أيضا على اعتبار المكان ليس فقط ديكورا يؤثث فن الرواية بل هو شخصية حية وفاعلة في صياغة الكتابة الأدبية ، رابطا أماكن من مدينة الرباط في سياقها الزمني كسجن "العلو" والقصبة والمدينة القديمة في سياق فترة الثمانينات التي شهد فيها المغرب إضافة إلى سياسة التقويم الهيكلي خروج إنتفاضات شعبية عفوية وما رافق ذلك من عنف مارسته الدولة في حق المتظاهرين ، حيث سلطت الرواية الضوء على سجن "العلو" الذي جمع بين مناضلين سياسيين بمختلف انتماءاتهم وسجناء الحق العام ، موضحا طبيعة هذا المكان وحيثياته القبيحة لدى البعض وتجربة الإنتصار على الجور والظلم لدى البعض الآخر . محمد الأشعري تطرق في روايته إلى المدينة القديمة والقصبة وطابعها الأندلسي الذي كان يميزها والذي بدأ يتلاشى مع مرور الزمن سواء بتلاشي الأماكن أو بتلاشي الأسماء، ضاربا أمثلة لعدة عائلات أندلسية فاقدة لإسمها كعائلة "برنالي" الذي ظل فردا واحدا يحمل هذا اللقب إلى أن وافته المنية ليندثر هذا الإسم ، فيما القصبة فقدت أساطيرها كأسطورة الحلي المفقودة التي كانت ستذهب إلى ملكة بريطانيا ، و سجن "لعلو" تحول إلى سجن سلا فيما بعد . واستطرد وزير الثقافة السابق الروائي "محمد الأشعري" في كلامه عن الرواية موضحا على أنه لايوجد عمل أدبي لايحتوي على ذاتية المؤلف ، غير أن هذهالذاتية لايمكن أن تؤثر على حياة المتلقي لفن الرواية ، فرواية "علبة الأسماء" ليست برواية سياسية ولا إجتماعية فهي تمزج بين الواقع والخيال وذلك من أجل تحقيق متعة جمالية وفنية للقارئ ، ممزوجة بعمل إبداعي فني يحتفي بالموسيقى الأندلسية وموسيقى ناس الغيوان التي كانت تظهر على أماكن "علبة الأسماء".
والرواية – يضسف الأستاذ الأشعري – تقف عند ثلاثة أحداث لها دلالاتها العميقة وهي ، أحداث 1984 التي تعكس انفجارا اجتماعيا تلقائيا خارج عن التأطير السياسي ، فهو جاء من رقم الشارع ، والحدث الثاني هو ما يتعلق بالسياسة العمرانية او التعميرية التي نهجتها البلاد وخلقت تفتيتا للمدن ، وهذا التفتيت وإن كانت له بعض الفوائد في إنتاج البنيات التحتية ، فإن له جوانب سلبية تضرب المدن بقوة، وهو الشيئ الذي جعل الأحزاب السياسية تنادي اليوم إلى الرجوع إلى وحدة المدن بدل تفتيتها، ثم حدث تشييد المعلمة الكبيرة ، معلمة مسجد الحسن الثاني الذي أعلن عنه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه في خطاب ألقي سنة 1985 .
وبعد أن أوضح الأستاذ الأشعري بأن المهم في الرواية هي الكتابة ، أكد بخصوص علاقة الرواية بالرباط ، بأنها علاقة الجزء بالكل.
وفي ختام هذا النشاط الثقافي المتميز ، قام الأستاذ الأشعري بتوقيع روايته الجديدة " لعبة الأسماء" .