بعد أن تحولت المدينة إلى جوطية للمتلاشيات واحتلال غير مسبوق للملك العام من شوارع وساحات وبأبواب الإدارات ، تدخل الحاج مصطفى العطار عامل الإقليم ليبادر ويسهر شخصيا على أكبر عملية تستهدف تحرير الملك العام المحتل أمام أنظار باشا باشوية الناظور الموكول له أمر التصدي لهذه الظاهرة المشينة والمشوهة لجمالية المدينة. الباشا "ادريس" كان مطالبا منذ مدة وليس اليوم للتدخل وفك هذا الحصار المضروب على الساحات والشوارع وأبواب المساجد والإدارات العمومية ، لكن لم يتحمل مسؤوليته التي يتقاضى عليها راتبا شهريا محترما ، وترك المدينة تواجه لوحدها فوضى عارمة خلقها الاحتلال المفرط للملك العام ، وهو الشيء الذي أدى بعامل الإقليم إلى التدخل وبجدية كبيرة لمواجهة الظاهرة ، مما خلف ارتياحا كبيرا في نفوس الساكنة والتي تتمنى ضمان الاستمرارية في الحملات المبذولة لوضع حد لهذه الفوضى والسيبة ، واتخاذ كل الحيطة والحذر من الباشا "ادريس" حتى لا يشوش على هذه الحملات ويعمل على إفشالها حتى تبقى الأمور على حالها ، في الوقت الذي أصبح فيه هذا المسؤول السلطوي منشغلا مع أموره الشخصية وضرب "هذا"ب "هذا" .