1. احتفل العالم أمس باليوم العالمي لحقوق الإنسان. كل سنة، في يوم 10 دجنبر، نصدر تقارير عدة ومناشدات كثيرة ودعوات من هنا وهناك، تحث الحكومات والجيوش والمؤسسات على احترام حقوق الإنسان، لأن هذه الحقوق لم تعد خاضعة لسيادة الدول ولا لمزاج الحكام ولا لخصوصيات الشعوب. حقوق الإنسان صارت قيما كونية، وبات الاعتداء على مواطن في إفريقيا أو معارض في أمريكا الجنوبية ومناضل في آسيا أو سجين في أوربا... بات الاعتداء على كل البشر فوق هذه الأرض. بأي وجه يستقبل المغرب هذه الذكرى هذا العام؟ سؤال خطير ومعقد، لكن جل المنظمات الحقوقية، الوطنية والدولية، تقول إن وجه حقوق الإنسان في المملكة تعرض لندوب وخدوش وكدمات كثيرة هذه السنة، وإن سلوك السلطة تجاه حقوق الإنسان، بدأ، منذ وضع تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، في التراجع، وكأن فتح ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العهد الماضي، هو جواز مرور لانتهاك حقوق الإنسان في العهد الحالي... إن احترام حقوق الإنسان قضية يومية وجهد مستمر، وليس عمل مناسبات وشعارات لتأسيس المرحلة. إن الطبقة السياسية والحقوقية مدعوة اليوم لإطلاق مشروعات جديدة لحماية حقوق الإنسان في البلاد، على المستوى القانوني والقضائي والثقافي والسياسي. لا بد للبلاد من مؤسسات لحماية حقوق الإنسان، وفي مقدمتها قضاء مستقل ونزيه وجريء ومتشبع، هو نفسه، بثقافة حقوق الإنسان.