احتضنت مدينة تطوان الاسبوع الماضي تنظيم مسيرة تنديد بحلول الذكرى الثانية لزيارة العاهل الإسباني للثغرين المغربيين المحتلّين، سبتة ومليلية، المصادفة لاحتفالات الشعب المغربي بالذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء. حيث عمدت جبهة الدفاع عن الوحدة الترابية، بوصفها جهة منظمة بعضوية اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة إلى جانب تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، وجمعية الصحراء المغربية، والجمعية المغربية الفرنسية للدفاع عن الوحدة الترابية، والزاوية الوزانية بالريف، على جمهرة المشاركين بساحة العدالة مواجهة مع مقرّي القسمين المدني والجنحي لابتدائية تطوان قبل الشروع في مسيرة الاحتجاج المبرمجة وختمها أمام أبواب القنصلية الإسبانية بشارع محمّد الخامس بالمدينة، مطالبة باعتذار الملك الإسباني خوان كارلوس عن زيارته للثغرين المغربيين المحتلين سنة 2007. وقد عمل الأستاذ الحبيب حاجي، عن الجهة المنظمة، على التأكيد بأنّ مواقف التنديد ما زالت مسيطرة على أذهان المغاربة منذ تاريخ وصول الملك الإسباني وعقيلته يوم 5 نونبر قبل سنتين، وبعدها بأربع وعشرين ساعة بمليلية، مفيدا أنّ استفزاز المغاربة في شعورهم الوطني لا يمكن أن يلقى سوى الإدانة بوصفه موقفا عدائيا، وهي الإدانة التي تنال من موقف الجزائر تجاه قضية الصحراء وكذا تحركات البوليساريو بالمنطقة. أما تنسيقية المجتمع المدني بشمال المغرب فقد أعربت عن تضامنها اللامشروط والواعي بما طال من المحامي الحبيب حاجي بمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية خلال الأيام الماضية حين قصدها لتحريك متابعة في ملف اختطافات مشتركة بين الجزائريين والبوليساريو، في شخص مجهولين، نالت من حرية مغاربة رزحوا تحت التعذيب لأزيد من خمس وعشرين سنة، كما أكدت أن المسيرة المنظمة بتطوان تحكمها تطلعات داخلية أفقية وعمودية، إلى جانب مناشدات موجهة صوب الجارين الواقعين على الواجهتين الشمالية والشرقية للمغرب، مؤكّدة أنّ خيار الحكم الذاتي أرضية صلبة لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل، ومطالبة بكف الجزائر عن تصريف أزماتها الداخلية تجاه المملكة المغربية في حنين إلى عهود البنبلة والمدينة المعيقة لرقي الشعب الجزائري، وكذا ضرورة إيقاف تنكيل الأمنيين الإسبان بالمغاربة الراغبين في الولوج لثغري سبتة ومليلية المحتلّين، وكذا المعاملة العنصرية التي تنال من قاصدي مصالح التمثيلية الدبلوماسية الإسبانية من المغاربة، مستشهدين بحال الإسبانيين بالقنصلية العامة بالناظور، موردين اسمي "بيلار" وكذا "غراسياس" اللذان جرحا مشاعر مغاربة في أكثر من مرّة. وثيقة البيان النهائي للمسيرة دعت إلى إطلاق السراح اللامشروط للمناضل الحقوقي المعتقل شكيب الخياري بوصفه نائبا لمنسق جبهة الدفاع عن الوحدة الترابية وصاحب أفكار ميدانية مؤثّرة في الريف وشمال المغرب، كما دعت نفس الوثيقة إطلاق سراح باقي المعتقلين السياسيين والحقوقيين، زيادة على حث الجانب الإسباني على تحديد جدولة زمنية لجلائه عن الأراضي المغربية الواقعة تحت استعماره، إضافة إلى حث العسكر الحاكم بالجزائر على إيقاف سياسة الاختطاف والتعذيب التي لا زالت تمارسها في حق مغاربة داخل حدود المغرب الشرقية.