يمكن أن يكون عددهم أكثر غير أنهم يمثلون الفئة الأكثر تأثيرا في مغرب اليوم، على الأقل في غياب صورة واضحة عن دوائر صناعة القرار في المغرب، وفي غياب منهجية دقيقة في تحديد النخبة ذات النفوذ والتأثير في مسار النظام السياسي بتجلياته الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية. والأمر يتعلق بمحاولة استكشاف شخوص مسرح السياسة والاقتصاد والمجتمع والفنون والإعلام والرياضة، حتى وإن كان الظاهر في هذا التشخيص يختلف عن الخفي في كيفية التأثير في سير الأمور بالمغرب. النسبة الكبيرة من هاته الشخصيات بدأ تأثيرها يكبر ويتوسع مع بداية العهد الجديد، أغلبهم من رفاق الملك محمد السادس بالمدرسة المولوية، البعض منهم يمتلك التأثير على المستوى الاقتصادي منذ القرن الماضي، ومنهم من اشتغل مع الملكين، ومنهم من تولى المسؤولية بعد تولي الملك محمد السادس الحكم منذ أكثر من 10 سنوات. ومنهم من يؤثر في الرأي العام من خلال معارضته لسياسات النظام، ومنهم من أصبح تأثيره كبيرا من خلال دفاعه عن مشروعية المؤسسة الملكية ومن خلال انتقاده لمعارضيها باسم الإسلام الصوفي، ومنهم من أصبح مؤثرا بفعل كتاباته الصحفية، ومنهم من حاول تقريب حزبه السياسي الإسلامي من الحكم عبر استراتيجيات متعددة ولكنها واضحة، هدفها التكيف مع حقائق الواقع السياسي. فيما اختار الآخرون التأثير عبر الفكاهة أو عبر العمل الاجتماعي الطلائعي أو عبر الطبخ أو عبر سينما تسير في الاتجاه المعاكس، تثير الأسئلة أكثر مما تثير الفرجة، فيما الباقون يبقى تأثيرهم مرتبطا بالقرب من دائرة اتخاذ القرار من خلال المسؤوليات الموكولة إليهم، ومن خلال الملفات الخاصة التي يشرفون عليها، والمهام الاستثنائية التي يتولونها على المستوى الأمني والإداري وعلى مستوى التدبير الاقتصادي. ولا مجال لتأكيد أن فؤاد عالي الهمة وحده أصبح تأثيره أكبر بعد إعفائه من المنصب الحكومي ودخوله غمار العمل السياسي الحزبي، بالنظر إلى التساؤلات التي يطرحها وضعه كصديق للملك يتزعم حزبا سياسيا ويشارك في اللعبة السياسية، ويعرف كيف يؤثر في المشهد السياسي من خلال شبكاته الظاهرة والخفية. كان أملنا أن نتبع طريقة جديدة في تناول هذا الموضوع بإشراك فعاليات من خارج هيئة تحريرنا، التي كنا نتمنى أن تساهم معنا بشهاداتها في حق الشخصيات التي اعتبرناها، في «أخبار اليوم»، مؤثرة في المشهد المغربي، بيد أن العديد من الذين اتصلنا بهم تحفظوا على الأمر واعتذروا عن عدم تلبية دعوتنا لأسباب متعددة. ولكن رغم صعوبة المهمة، حصلنا على مشاركة بعض الفعاليات التي تفهمت القصد من هذه المقاربة الجديدة لتناول هذا الموضوع، ونشكرها على قبولها خوض هذه المغامرة الجديدة. يمكن أن تثير اللائحة التي اخترناها جدلا، وقد يرى البعض أننا أهملنا فعاليات مؤثرة أو أدرجنا أخرى تبدو لهم عديمة التأثير، ولكن تبقى هذه القائمة تمثيلية بالنسبة إلينا وفقا للمعايير التي اعتمدناها، وبطبيعة الحال نحن لا ندعي أبدا أنها تضم كل «الشخصيات المؤثرة» في بلادنا. إن الأمر لا يتعلق باستطلاع رأي قمنا به، بقدر ما هو محاولة لرصد النشاطات المؤثرة لهذه الشخصيات في مجالات عملها أو تخصصها في الآونة الأخيرة، وطبيعة الإصلاحات التي انخرطت فيها.