في فرنسا نجح عدد من لاعبي جيل 1998 الذين أحرزوا كأس العالم، في إثبات ذاتهم بعد اعتزالهم. لقد تحول ديديي ديشامب إلى واحد من أنجح المدربين في أوربا وهو يقود مارسيليا إلى إحراز لقب الدوري الفرنسي بعد 18 سنة من الغياب عن الألقاب، وقبله وهو يحقق الصعود مع جوفنتوس إلى القسم الأول بعد فضيحة التلاعب التي هزت الكالشيو الإيطالي. أما زميله لوران بلان فإنه بات على أعتاب تدريب المنتخب الفرنسي الذي كان عميدا له، ليخلف بعد المونديال رايمون دومينيك المثير للجدل. بلان أثبت ذاته كمدرب لبوردو ونجح في قيادة الفريق الموسم الماضي إلى إحراز لقب البطولة، وهذا الموسم إلى التوقيع على مسار مميز في عصبة الأبطال الأوروبية ببلوغه الدور الربع نهائي. يحدث هذا في فرنسا مع جيل كروي حفر اسمه في سجلات الكرة الفرنسية، وأكد أن رحلة اللاعب لا تتوقف عند حدود المستطيل الأخضر، وأنها تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. لقد نجح بلان وديشامب في أن يصبحا مدربين ناجحين، لأن مسؤولي الكرة الفرنسية وثقوا في مؤهلاتهما ومنحوهما فرص النجاح والتكوين. أما في المغرب، فإن جيل 1998، الذي أخرج المغاربة إلى الشوارع فرحا بالعروض التي قدموها في المونديال يبدوا بعيدا عن مجال التدريب، علما أن كثيرا منهم واجهوا المنتخب الفرنسي أكثر من مرة سواء في المغرب في كأس الحسن الثاني أو بفرنسا. بصير الذي كان هدافا لهذا المنتخب مازال لم يدخل عالم التدريب بعد، رغم أنه أبدى رغبته في ذلك. النيبت عضو جامعي ومستشار لرئيس الجامعة، لكن دون صلاحيات، شيبو وشيبا وحجي تحولوا إلى مجال التحليل التلفزيوني، ويظل جمال السلامي الاستثناء الوحيد باقتحامه عالم التدريب. كان من المفروض بعد أن مضت 12 سنة على تألق هذا الجيل أن يتحول عدد من لاعبيه إلى مدربين بارزين اليوم، لهم أسلوبهم وطريقتهم الخاصة في التدريب وفي صنع الحدث. قبل جيل 1998، عدد قليل من لاعبي مونديال مكسيكو من نجحوا في دخول عالم التدريب بعد أن وجدوا الكثير من العراقيل في طريقهم. في أوروبا يبدو مسار اللاعب واضحا عندما ينهي رحلته في الكرة، ويتحول بسرعة إلى عالم التدريب، لأن هناك من يخطط، وينظر إلى المستقبل. أما لدينا نحن، فصانعو فرحة الكرة المغربية يتوارون خلف الأضواء، دون أن تمنح لهم فرص العمل والتكوين، أما من يبرز في الصورة فهم المسيرون الذين أساؤوا للعبة، وأطفؤوا نجوم المغرب.