بعد 28 عاما فشل فيها المنتخب الغاني، المعروف بلقب النجوم السوداء، في إحراز لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، لم يعد أمام الفريق سوى إثبات وجوده مجددا على الساحة الإفريقية من خلال بطولة كأس إفريقيا السابعة والعشرين، التي تستضيفها أنغولا من العاشرإلى 31 يناير الحالي. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الغاني كان ولا يزال «برازيل القارة السمراء»، ليس لجمال الأداء فحسب وإنما لأنه كان دائما ومازال ضمن المرشحين بقوة لإحراز لقب البطولة القارية، التي شارك فيها 17 مرة سابقة وأحرز لقبها أربع مرات. وكان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات، حيث توج باللقب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاما، قبل أن يحرز المنتخب الكاميروني أول ألقابه الأربعة وقبل أن يحرز المنتخب المصري لقبه الثالث من بين الألقاب الستة التي يستحوذ عليها حاليا. ورغم ذلك غابت النجوم السوداء عن منصة التتويج على مدار 28 عاما متواصلة، رغم استضافة غانا لنهائيات البطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا، ولنهائيات البطولة الماضية عام 2008. وشارك المنتخب الغاني في بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى عام 1963، حيث استضافت بلاده البطولة للمرة الأولى ونجح الفريق في إحراز اللقب، بعد التغلب على نظيره السوداني في المباراة النهائية. ومع اعتزال نجوم جيل التسعينيات بقيادة عبيدي بيليه وأنتوني يبواه دون إحراز أي لقب في بطولات كأس الأمم الإفريقية، رغم أنه كان أكثر أجيال النجوم السوداء قدرة على تحقيق ذلك، أصبحت مهمة الجيل الحالي للنجوم السوداء، بقيادة مايكل إيسيان، نجم خط وسط تشيلسي الانجليزي، في غاية الصعوبة حيث يحمل على كاهله مهمة استعادة الألقاب الإفريقية. وتأهل المنتخب الغاني إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا وقدم عروضا رائعة في البطولة، جعلته الوحيد من بين الفرسان الخمسة للقارة الإفريقية في كأس العالم 2006، الذي يتأهل للدور الثاني في البطولة. كما حجز الفريق مقعده في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ولذلك لن تتوقف مهمة إيسيان ورفاقه في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا هذا الشهر، على استعادة اللقب فحسب، وإنما ستمتد إلى الدفاع عن السمعة العالمية الطيبة التي حققها المنتخب الغاني، والحصول على دفعة معنوية جيدة قبل المشاركة الثانية للفريق في كأس العالم. وتكمن مشكلة الفريق في غياب العديد من عناصره الأساسية البارزة، مثل جون مانساه، قائد الفريق ولاعب سندرلاند الإنجليزي، وجون بانتسيل نجم فولهام الإنجليزي بسبب الإصابات. كما يغيب عن الفريق في هذه البطولة اللاعب الكبير ستيفن أبياه، نجم بولونيا الإيطالي، وكذلك لاريا كينغستون نجم خط وسط هارتس الاسكتلندي. ويبرز ضمن الغائبين أيضا النجم الخطير علي سولاي مونتاري، لاعب خط وسط انتر ميلان الإيطالي، بسبب خلافه مع المدرب الصربي ميلوفان رايفتش. ورغم غياب كل هؤلاء اللاعبين مازال لدى رايفتش مجموعة متميزة من النجوم، يمكن الاعتماد عليهم خلال البطولة القادمة. أما المشكلة الأخرى التي تواجه النجوم السوداء في أنغولا، فتتمثل في وقوع الفريق ضمن أصعب مجموعات الدور الأول في البطولة، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثانية مع منتخب كوت ديفوار، أحد الفرق المتأهلة لكأس العالم 2010 أيضا، بالإضافة إلى منتخب الطوغو، الذي شارك أيضا في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، ومنتخب بوركينا فاسو، العائد بطموحات كبيرة لنهائيات كأس إفريقيا.