خرج عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، صباح أمس الجمعة، في وفد ضم والي جهة الغرب الشراردة بني حسن وبرلمانيي المنطقة لتفقد الأراضي المنكوبة بجهة الغرب التي سبق أن غمرتها مياه الفيضانات وأتلفت محاصيل فلاحيها. وبدا الوزير أخنوش متفائلا وهو ينصت، صباح أمس، لشروحات قدمها مسؤول بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب القنيطرة، استعرض فيها الأشغال المنجزة ضمن برنامج حكومي رصدت له ميزانية بلغت 360 مليون درهم يرمي إلى إعادة تأهيل الأراضي المتضررة من الفيضانات. وقال الوزير أخنوش في تصريح ل"أخبار اليوم": "الفيضانات التي شهدها المغرب برسم السنة الجارية غمرت 130 ألف هكتار، وبتعليمات ملكية سامية انكبت الحكومة على معالجة هذه المعضلة الكبيرة، فتم رصد ضياع 100 ألف هكتار، كما انكبت الوزارة على توفير التجهيزات الهيدروفلاحية وتنقية شبكة الري مع تفعيل برنامج استعجالي يخص الماشية واستبدال الزراعات". وأشار أخنوش إلى أن برنامج "الزراعات البديلة" مكن من زراعة 25 ألف هكتار من الذرة من أصل 30 ألف هكتار مبرمجة، كما أطلق برنامجا لزراعة الأرز من مطلع ماي الجاري، أما المساحة الإجمالية التي تم استبدال الزراعات بها فقد بلغت 65 ألف هكتار من أصل 85 ألف هكتار المعنية بالعملية. وتفقد الوفد الوزاري حقولا خضراء امتدت على مرمى البصر بجهة الغرب الشراردة بني حسن، كما اطلع على محطات تجميع ومعالجة مياه الأمطار وشق الطرق المقطوعة جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة في فصل الشتاء. وأكد مصدر من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالقنيطرة أن الوزارة بذلت مجهودات للحد من آثار الفيضانات التي شهدتها الجهة منذ شتنبر 2009، مساهمة منها في فك العزلة عن المداشر التي غمرتها المياه، مشيرا إلى توزيع الشعير بالمجان بكمية بلغت 60 ألف قنطار مع تخصيص مساحة 5 آلاف هكتار لزراعة الأرز. وحسب المصدر ذاته، فقد رصدت ميزانية بلغت 359 مليون درهم كدعم مقدم بالنسبة إلى عملية توزيع الشعير ودعم البذور وأسمده الزراعات البديلة، علاوة على تحمل قسط من مصاريف الشمندر الضائع ودعم فسائل القصب. وقد كلف تهيئ قنوات صرف المياه وإصلاح السواقي مبلغ 168 مليون درهم، فيما صرف مبلغ 57 مليون درهم لإصلاح المسالك المتضررة من الفيضانات. وعاين وفد صحافي رافق الوزير أخنوش محطات تجميع ومعالجة المياه وحقولا مزهرة لنبات عباد الشمس وآلاف الهكتارات المزروعة بالذرة والشمندر السكري والتوت والخضر والفواكه. وقال أحد سكان جماعة سيدي بلمنصور، وهو شاب كان يتكئ على دراجته الهوائية ويقف قرب سد تلي تفقده صباح أمس الوفد الوزاري:"لقد تحرك المسؤولون متأخرين، بعد أن غمرت المياه الحقول والمنازل، أتمنى أن لا تتكرر نفس المأساة العام المقبل، أما المزارعون فقد فقدوا الغلة الأولى وهم الآن ينتظرون أن تجود عليهم الحقول بما زرعوه بعد انخفاض منسوب المياه".