سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاجعة مكناس.. أجهزة الأمن تدقق في مكالمة هاتفية لإمام المسجد يحذر فيها من وقوع كارثة ناظر الأوقاف: لم أتلق أية مكالمة من الإمام أو شكايات من المواطنين والصومعة لم يكن بها أي تصدع
تعكف لجنة البحث المكلفة بالنظر في تفاصيل فاجعة مكناس على التدقيق في مكالمة هاتفية أجراها إمام مسجد باب البرادعيين صباح يوم الحادث، يشتكي من خلالها، إلى جهة رسمية، من تصدع أعمدة الصومعة وخطورتها على أمن المصلين. وكشفت بعض المصادر أن لجنة البحث القضائي "تتتبع في الوقت الراهن مسار المكالمة وتفاصيلها وكذا الجهة التي اتصل بها الإمام لإبلاغها شكايته"، في انتظار الاستماع إلى مجموعة من الأطراف التي لها علاقة بالموضوع، بينها ناظر الأوقاف وممثلو مندوبية الشؤون الدينية والمساجد، وكذا ممثلو السلطة والولاية وبعض السكان. وفي الوقت الذي أشارت فيه عدد من أصابع الاتهام إلى ناظر الأوقاف بجهة مكناس ومسؤوليته عما وقع، على اعتبار أنه الجهة الرسمية التي فتح معها القيمون على المسجد والسكان الحوار من خلال شكايات متكررة عن وضعية الصومعة المنهارة، نفى عبد السلام البوشيخي، ناظر الأوقاف بجهة مكناس، كل هذه الادعاءات. مشيرا، في تصريح ل"أخبار اليوم"، إلى أنه "لم يتلق أي اتصال من أية جهة، سواء تعلق الأمر بإمام المسجد أو السكان". وأوضح البوشيخي أن هناك "سوء فهم كبيرا وقع بعد الحادث الذي أفجع الجميع، حيث إن الشأن الديني والأئمة والمساجد لا تخضع لسلطة نظارة الأوقاف وإنما توجد تحت إشراف مندوبية الشؤون الدينية والمساجد"، أما الأئمة "فلا تربطني بهم أي علاقة"، يقول ناظر الأوقاف. وبخصوص المكالمة التي أجراها إمام مسجد باب البرادعيين صباح يوم الحادث، أوضح الناظر: "ربما كانت مع جهة أخرى، والأساسي أنها لم تكن موجهة إلي والتحقيق الذي تكلفت به اللجنة الخاصة حاليا يتتبع مجرى المكالمات وستظهر الحقيقة عما قريب". ووفق معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم"، فإن التحقيقات الأولية أثبتت أن إمام مسجد باب البرادعيين أجرى صباح يوم الحادث مكالمة مع جهة رسمية، يتشكي من خلالها وضع الصومعة التي تعددت شقوقها كما أصبحت تتطاير منها بعض الأحجار بين الفينة والأخرى. ورجحت مصادر "أخبار اليوم" أن تكون الجهة التي اتصل بها الإمام هي "المجلس العلمي بالمدينة أو مندوبية الشؤون الدينية والمساجد، وهي الجهات التي يرتبط بها عادة أئمة المساجد". في السياق ذاته، نفى ناظر الأوقاف بجهة مكناس، الذي لم يتم الاستماع إليه إلى حد الآن، أن يكون تلقى أية شكاية من المواطنين بخصوص موضوع الصومعة. وقال في هذا الصدد: "كل ما راج بهذا الشأن هو مجرد افتراء ولا أساس له من الصحة"، مشيرا إلى أن "المسجد كان على أحسن ما يرام، وصور الصومعة التي التقت يوما واحدا قبل الانهيار كانت واضحة وتؤكد أنها لم تكن تعاني من أي تصدع"، وأردف: "لم يكن يخطر ببال أي كان أن تنهار الصومعة". وبخصوص الحريق الذي شب قبل شهور في محل النجارة المحاذي للمسجد، والذي طالت ألسنة النيران المشتعلة فيه صومعة المسجد، حسب رواية السكان، قال عبد السلام البوشيخي إن "الحريق لم يطل مطلقا الصومعة، وما حدث هو أن الدخان تسرب إليها ولم يكن يمثل أي خطر، كما لم تكن هناك أية شقوق في واجهات الصومعة"، قبل أن يستدرك: "باستثناء بعد الشقوق القديمة التي كانت داخل الصومعة". ورغم مرور ثلاثة أيام على إعلان تشكيل لجنة للتحقيق في فاجعة مكناس، إلا أن نظارة الأوقاف بالمدينة لم تتلق إلى حد الآن أي استدعاء للإدلاء بإفاداتها في الموضوع، كما لم يتم الاستماع إلى ممثلي السلطة ولا إلى السكان المتضررين. ورجحت مصادر "أخبار اليوم" أن تشرع اللجنة، التي بدأت أشغالها بالتدقيق في مكالمة إمام المسجد، في الاستماع إلى عدد من العناصر التي لها علاقة بالموضوع قبل نهاية الأسبوع الجاري على صعيد آخر، لم يتمكن أعضاء مجلس مدينة مكناس من عقد جلسة كانت مقررة صباح أمس الخميس، بسبب أجواء الحزن التي لا تزال تخيم على الجميع. وتقدم مستشارو حزب العدالة بالمجلس، في إطار نقطة نظام، بطلب رفع الجلسة والاكتفاء بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحية الحادث المفجع الذي وقع يوم الجمعة الماضي، وهو الطلب الذي استجابت له الرئاسة.