في سابقة تعد الأولى من نوعها، وضع إدريس السنتيسي، العمدة السابق لمدينة سلا، شكاية ضد نفسه، أول أمس الخميس، لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، مطالبا بإجراء بحث في مشروع الوقت الأخضر، الذي يعد السنتيسي شريكا أساسيا فيه. وجاءت شكاية السنتيسي بعد تلويح الهيئة الوطنية لحماية المال العام، قبل أسابيع، بوجود خروقات وتزوير في مشروع الوقت الأخضر، وزادت حدة الاتهامات خلال الدورة الاستثنائية التي عقدها مجلس مدينة سلا، والتي تميزت بتوتر الأجواء وتبادل الاتهامات بين إدريس السنتيسي العمدة السابق، ونور الدين لزرق، العمدة الحالي، بخصوص مشروع الوقت الأخضر، الذي يملك السنتيسي 50 في المائة منه. ومباشرة بعد الدورة، أكدت الهيئة الوطنية لحماية المال العام أنها وضعت شكاية لدى الوكيل العام بالرباط من أجل فتح تحقيق في الموضوع. وفي اتصال مع السنتيسي، أكد وضعه للشكاية ضد نفسه، موضحا أن الفكرة جاءته بعد "ظهور عدة فئات تزايد عليه بخروقات واختلاسات وتزوير في مشروع الوقت الأخضر". وأكد السنتيسي، في اتصال مع "أخبار اليوم"، أن "لديه كل الوثائق التي تؤكد سلامة التراخيص المتعلقة بهذا المشروع، وهي موقعة من قبل وزير الداخلية الأسبق ووزراء المالية والسياحة"، وأردف قائلا: "أنا مستعد للمحاسبة القضائية والإدارية والشعبية إذا ثبت ما يقولون، لذلك قدمت شكاية ضد نفسي لإخراس كل من يشكك في ذمتي". وفي سياق ذي صلة، نفى السنتيسي أن تكون هيئة المال وضعت شكاية ضده لدى الوكيل العام، مؤكدا أن الأمر لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان. وقال في هذا السياق: "لدي إشهاد مكتوب من قبل الوكيل العام ينفي فيه وجود أي شكاية ضدي". وتفجر الخلاف حول مشروع الوقت الأخضر خلال الدورة الاستثنائية الأخيرة لمجلس مدينة سلا، خاصة عند مناقشة العمدة نور الدين لزرق لنقطة ضمن جدول الأعمال تتعلق برفع اليد عن عقد الكراء الذي سبق أن أبرمته جماعة سلا مع شركة الوقت الأخضر". وحسب السنتيسي، فإن "العمدة الحالي اختار إدراج هذه النقطة على الرغم من كون القانون يخول له حق التوقيع على رفع اليد دون الرجوع إلى المجلس، وذلك لتحويل الأنظار إلى العمدة السابق، الذي هو مجرد شريك في شركة الوقت الأخضر التي كانت تكتري الأرض التي أقيم عليها المشروع". وخلال الدورة، صرح لزرق بأن السنتيسي في ذمته مبالغ جد هامة لفائدة الجماعة، وأن المشروع شابته عملية تزوير، مما أثار السنتيسي وجعله يتدخل بقوة. واعتبر السنتيسي ما راج في وسائل الإعلام بخصوص الدورة وشاية الهدف منها الإساءة إليه، مطالبا بالاستماع إليه وفتح تحقيق معه في الموضوع، مؤكدا، في الوقت ذاته، أنه سيقدم مجموع البيانات المتعلقة بمشروع الوقت الأخضر من أجل استجلاء الحقيقة.