بالرغم من مرور أكثر من سنة على بدء عرض فيلم "كازانيغرا"، فإن مخرجه مازال يستقبل العديد من الانتقادات، التي لم تمنعه من التحضير لفيلمه الجديد. في الحوار التالي مع جريدة "أخبار اليوم"، يتحدث نور الدين لخماري عن فيلمه الجديد " الزيرو"، وعن علاقته بسلفه "كازانيغرا"، كما يعطي نظرته الخاصة للسينما، ويدافع عن أسلوبه الخاص في الحكي. = في الوقت الذي مازال فيه فيلمك الأخير "كازانيغرا" يطرح النقاش، تستعد لفيلمك الجديد، أين وصلت الإعدادات له؟ == الفيلم سيحمل عنوان "الزيرو"، وأنا الآن في فترة إعادة كتابة السيناريو، حيث من المنتظر أن يرى العمل النور السنة القادمة، لا يمكن تحديد الوقت بالضبط لأن ذلك مرتبط بالعديد من الإكراهات. = ما هو موضوع الفيلم الجديد؟ == موضوعه هو الإنسان وطريقة تعامله مع نفسه ومحيطه، من خلال حكاية شخص يتعرض لتدمير ذاتي في البداية، وبعد ذلك يحاول النهوض من جديد، حيث أن الخلاصة التي يصل إليها الفيلم هي أن الحب هو الحل، الحب بكل أنواعه. أنا لست نبيا لكي أعطي الحلول، لكن هذه قناعتي الشخصية، فحب النفس وحب الآخر وحب الجميع هو الحل للخروج من العديد من المشاكل. = ماذا عن الكاستينغ؟ == لم أحدد بعد اللائحة النهاية، لقد شاهدت العديد من الممثلين في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني في طنجة، كما أنني سأعلن عن كاستينع في شهر مارس القادم من أجل اختيار ممثلين جدد، حيث أفضل التعامل مع الوجوه الجديدة لأن هذا يطرح لي تحديا أكبر. = الأكيد أنه لا بد من طرح سؤال حول العلاقة المحتملة بين الفيلم الحديد والفيلم السابق كازانيغرا. == العديد من الأشخاص يعتقدون أنني أقدم سينما سوداوية وهذا أمر غير صحيح، فالمشهد الأخير في كازانيغرا يدل على أنني شخص متفائل بطبيعي، وعلى الأشخاص التفريق بين السوداوية وتقديم فيلم أسود قاتم مثل كازانيغرا الذي صور جزء كبير منه في الليل. أنا اهتم أكثر بسينما المهمشين، كما أنني لا أفضل إنجاز أفلام كوميدية. = في الحلقة الأخيرة من برنامج "مباشرة معكم" أكدت أنه بالرغم من مرور أكثر من سنة على خروج كازانيغرا مازال النقاش حوله مستمرا؟ == عندما أنجز فيلما لا أفكر في الجمهور أو المنتج لأن أهم شيء هو القصة، فهي التي تفرض الأسلوب المتبع، فأنا عندما أحضر فيلما معينا أشتغل بشكل معمق عليه، فلو كان الفيلم في مراكش سيتم اعتماد لهجة المراكشيين، وإذا كان يتناول عائلة محافظة فإن أسلوب الخطاب سيكون مختلفا، وأعطي هنا كمثال فيلمي "النظرة" والذي لم تكن به كلمة واحدة سوقية. المشكل أن البعض حكم على كازانيغرا بدون مشاهدته، كما أن البعض الآخر يعيش نفاقا اجتماعيا، فهو في الشارع يتحدث بنفس خطاب كازانيغرا، وعندما شاهد الفيلم انتقده. فالمهم بالنسبة لي أن أسلوب الفيلم وخطابه يجب أن يرتبطا بزمنه ووقته وفضائه. = فيلمك الجديد استفاد من منحة صندوق الدعم، ماذا يمكن أن تقول عن ميزانيته؟ == من الصعب تحديدها حاليا، لكن الأمر المهم أن النجاح الذي حققه فيلم "كازانيغرا" كان له أثر كبير، حيث إن هناك العديد من الجهات الأوربية التي عبرت عن استعدادها للمشاركة في تمويل الفيلم، لهذا من المنتظر ألا يكون هناك أي مشكل في هذا الجانب. = بالإضافة إلى فيلم "الزيرو" هل هناك أعمال جديدة قادمة؟ == أستعد لعمل مشترك مع الممثل المغربي سعيد تغماوي سيكون موضوعه هو "الهوية"، حيث سنهتم بوضعية المغاربة المهاجرين، والذين عند عودتهم إلى أرض الوطن يعيشون مرحلة تمزق، فأنا اهتم دائما بكل ما هو إنساني، حيث أبتعد عن المواضيع الكبرى وأفضل المواضيع البسيطة التي تتحدث عن الإنسان وعلاقته بالمحيط والأرض.