حكاية طريفة وقعت لي هذه الليلة…ما إن انتهيت من روتينية عملي اليومي بأحد الفنادق باكادير، حتى رجعت للبيت وأنا مثقل بالإعياء من شدة الحر التي اشتغلنا فيها. وبعد أن غيرت ملابس الطريق الخاص بالدراجة النارية و لبست لباسا باردا و خفيفا من الثوب، انصرفت إلى الدوش لاتوضا. و أنا اتوضا .سمعت أذناي إيقاع أخبار القناة المغربية فتسمرت في مكاني- محني الظهر- وسبقتني أذناي في إتباع موجات صوت المذيعة المنبعث من التلفزيون – استرق السمع اليها سامحني الله – وهي تقرا ما كتب عن الأحداث المؤلمة في مصر . بصراحة لو كان الأمر يتعلق بغير مصر لما استرقت السمع. ولكن ولأول مرة أيضا استعذت بالله من الشيطان الرجيم. وتركت سطلة الوضوء جانبا و دفعت باب الدوش بقوة لا ادري ما العلة في ذلك اهو الغضب أم السرعة التي كانت سببا لأصل أمام الشاشة التي جعلتني ابصق ثلاث مرات على المذيعة. ولو كنتم مكاني لبصقتم عليها سبعة وسبعين مرة…كيف سوف لا تشعرون بالحرقة تطعن في قلوبكم عرقا بعرق. و هذه المذيعة كانت تقرا سطور الأحداث الأخيرة لأختي المسلمة مصر ببرودة أعصاب و كأن هؤلاء الأطفال و الأمهات و الرجال الذين استشهدوا بالآلاف على يد الملعون في الدنيا و الآخرة السيسي المسوني ومن والاه مجرد جمادات لا تسمن ولا تغني من جوع . كيف سوف لا تشعرون بالغيرة على الحق .و هذه المذيعة لم تنصف حتى الخبر المقدس حيث اقتصرت فقط على إيراد الخطاب الأخير للمسوني السيسي و كل ما يتعلق بالانقلابيين دون ذكر لأي طرف من المناضلين للشرعية الراسية و الصور المؤلمة للقتلى و المرضى و المجروحين… كيف لن تحسوا بالألم يعتصر أجسادكم و دماغكم و اليوم قام كثير من المغاربة بمظاهرات عدة في مختلف أنحاء الوطن ومع ذلك لم تستحيي هذه المذيعة ولم تذكر ولو مختصرا بسرعة البرق عن مظاهرات المغاربة التضامنية مع الشعب المصري … تعجبت بعد أن استغربت و قلت مع نفسي هل فعلا نحن في بلد إسلامي…وتعجبت كيف أصبحنا نستهين بموت إخواننا أمام أعيننا دون أن نحرك ساكنا. وكيف نجح الغربيون الحاقدين على الإسلام و المسلمين في تغيير الصورة الظاهرة للإسلاميين بحيث أضحينا نعادي كل من يملك لحية و تبع سنة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم… وبعد أن صليت العشاء استغفرت الله أن يسامحني على بصقي على المذيعة لان المسكينة كانت فقط تقرا ما يملى عليها على شاشة الكومبيوتر… و في نفس الوقت وأنا ساجد طلبت من الله أن يمنحني فرصة البصق المباشر لعدد ما لا يحصى من المرات على الذين هم وراء كواليس إعلامنا المغربي…