عثر يوم أمس الاثنين 27 دجنبر الجاري على جثة رجل كهل بسطح إحدى البنايات بحي الفتح (المسيرة) بأيت ملول، وهي في طور التحلل. وترجح تقديرات الشرطة وفاته قبل خمسة أيام. وقد اكتشف الأمر حين صعدت إحدى النساء القاطنات بالمنزل، لنشر الغسيل بالسطح، لتشم رائحة نتنة تنبعث من غرفة يقطنها أحد أقاربها (ابن عمها وأخ زوجها). وكما نقل لنا شهود عيان، فإن الأخ بدت عليه الصدمة حين كسر وآخرون باب الغرفة وهو يرى أخاه الأكبر وهو جثة هامدة تنبعث منها روائح كريهة لا تطاق حسب شهادة أحد الحاضرين. لم يصدق أحد أن أيا من أخويه القاطنين معه في الطابقين السفليين، أو زوجتيهما، لم ينتبه طيلة المدة الماضية لغياب الأخ الأكبر المنعزل دائما في غرفته بالسطح، ولم يطرحوا السؤال عن عدم رؤيته يصعد و يهبط الدرج أو يدخل أو يخرج من الباب. تساؤلات أثارت شكوكا قوية لدى الشرطة التي حضرت إلى عين المكان قبيل العصر وفتشت المكان بدقة، في احتمال وجود شبهة فعل جنائي، فقررت إرسال الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي للقيام بالتشريح والتحليلات اللازمة لإغلاق باب الشك. وإلى غاية كتابة هذا الخبر، لم يتم التصريح بعد بدفن الجثة. مصدر أمني آخر كشف لنا أن التحريات الأولية التي قامت بها الشرطة لم تستطع تحديد أسباب الوفاة، وأرجئت النتائج إلى حين التوصل بتقرير الطب الشرعي. كما رفض التصريح حول ما إذا كان الأمر يتعلق بوفاة عادية أو انتحار أو بجريمة قتل مدبرة. وحسبما صرح لنا أحد الجيران، فإن الهالك كهل في أواسط الأربعينيات من عمره، مطلق منذ زمن، لم ينجب أولادا، ومنعزل عن الناس، ولا يتواصل مع اخوته المشتغلين في مجال التلحيم (السودور) بكراج أسفل لمنزل نفسه. ويصنف ضمن فئة "الطلبة" الذين تلقوا العلم الشرعي في المدارس العتيقة. وقد تسببت هذه الحادثة الغريبة في إثارة تعليقات كثيرة وسط السكان والاستغراب من درجة تفكك أواصر الأخوة والقرابة بين الناس وانعدام السؤال أو الانتباه لحالات الاختفاء والغياب.