نظمت جمعية شباب من أجل التنمية،بتنسيق مع العصبة الدولية للصحافيين أمس الثلاثاء 7ماي 2013 على الساعة السابعة مساءا بدار الشباب. ندوة إعلامية اختارت لها "حرية الإعلام حريتنا " موضوعا سلطت من خلاله الضوء على أهم القضايا التي تكبل الإعلام المغربي، وتعرقل عمل الصحافيين على اختلاف تخصصاتهم. وقد تناول المحاضرون أزمة الإعلام المغربي بشكل مختصر،دون إغفال طابع الشمولية حيث عرَض الدكتوروالاستاذ الجامعي حسن حمائز_ أستاذ اللسانيات والتواصل بجامعة ابن زهر و المسؤول عن الإجازة المهنية والتحرير الصحفي بذات الجامعة _لمسألة الحق في الوصول إلى المعلومة كأهم عامل وشرط يفترض توفره في الإعلام،وخاصية يجب أن يتمتع بها الصحفي المغربي حتى تتخذ ممارسته الصحفية وجهتها الصائبة،مقدما مجموعة من المقاربات و الفروق بين الإعلامين المغربي و نظيره الغربي. ليتسلم الكلمة بعده الاستاذ خالد لوزيعة رئيس قسم التواصل وأستاذ مادة التواصل المؤسساتي بمعهد الصحافة الخاص بالداخلة اكادير و أستاذ مؤطر بالإجازة المهنية والتحرير الصحفي بجامعة ابن زهر والذي ركز على جانب التكوين بالنسبة للصحافي حتى نضمن بذلك فهمه لمعنى حرية الإعلام، وإلى أي مدى يستطيع التعامل مع هذه الحرية التي يطالب بها، كذلك يجب التفكير و الأخذ بعين الاعتبار الوسط و البيئة التي نشأ و يمارس فيها هذا الإعلام لأن إصلاح المجتمع و تثقيفه هو من اولى الخطوات التي من شأنها خدمة هذا الأخير لأن إعلام موجه لشعب جاهل لن يثمر شيئا، و صحفي ضعيف التكوين لن يقدم شيئا. لهذا تجب العناية بالأرضية التي يمارس عليها الإعلام قبل المطالبة بتحسين و تطوير الإعلام نفسه. أما ادريس أبو ريحان الصحفي بإذاعة راديو "بلوس" اكاديرالجهوي فقد آثر ملامسة القضية انطلاقا من تجارب خاصة حيث كشف عن هشاشة قطاع الإعلام الجهوي، وضعف التكوين والممارسة لأغلبية المشتغليين به، ومدى صعوبة الحصول على المعلومة، لنقلها بكل مصداقية للمستمع. وآخر المحاضرين وهو الكاتب والصحفي الزاكي باحسين مدير موقع "يوربافيل" فقد فضل مخاطبة الحاضرين بصيغة أكثر حميمية، واعتبارهم بمثابة صديق يشاركه أطراف الحديث عن مشاكل الإعلام دون أي حرج أو تخوف من عواقب الصراحة التي لا تُحمَد أحيانا فقلب بذلك الموازين وكسر القواعد بإشارته إلى أن الإعلام المغربي عامة و الجهوي بصفة خاصة، تنسب إليه مهام وقضايا تافهة من قبيل حوادث السرقة، الاغتصاب،القتل ….الخ في حين أن هناك قضايا أهم و أولى بالمعالجة خاصة على المستوى الجهوي، الذي يمنع فيه التنقيب وراء تحركات الولاة و العمال و رؤوس الاستثمار الكبرى بالجهة ، والصحفي يعيش تهميشا لا يوصف بحيث يمنع حتى من تغطية مجريات الاحداث الكبرى التي تقام على مستوى الجهة،ويستعاض به صحفي المركز مع العلم ان هذا من أبسط حقوقه. وبدل منحه هذا الحق تصرف اموال في غير محلها بفنادق الخمس نجوم من أجل إقامة صحفي المركز حتى يتسنى له نقل الخبر الذي كان من الممكن وبكل بساطة ان يزودهم بها صحفي الجهة ، دون تكاليف الإقامة. لتكون بذلك محاضرة الزاكي باحسين آخر ما جادت به اللجنة ليفتح المجال بعدها لطرح المداخلات التي لم تكن أقل مما جاء في المحاضرات، والتي صبت كذلك في موضوع التكوين، الحق في الوصول إلى المعلومة ، أخلاقيات المهنة، وإلى متى ستدوم معضِلة الفقر الإعلامي بالمغرب. ليتم بعدها فتح مجال الفقرة الثانية وهي فقرة التكريمات التي تهدف جمعية شباب من أجل التنمية من خلالها إلى تقدير،وتثمين جهود إعلاميي الجهة من أجل النهوض بهذا القطاع على مستوى المدينة ،و إثبات أن الصحفي الجهوي لا يقل قدرا عن صحفي المركز بعطائه و خبرته وتكوينه,فكان الدكتور حسن حمائز أول المكرمين على جهوده لما له من دور في النهوض بالإعلام على مستوى الجهة كونه المسؤول عن قسم الإجازة المهنية،والتحرير الصحفي بجامعة ابن زهر.ثم الأستاذ خالد لوزيعة الذي تتلمذ الجيل الجديد من خرجيي الإعلام بأكادير على يديه و يشهدون بكفاءته المهنية ،وتميزه في مجال التواصل اكان ذلك بمعهد الصحافة الخاص بأكادير ، أو بجامعة ابن زهر بالإضافة إلى الورشات التكوينية التي يعمل على تأطيرها. وكان الصحفي ابراهيم أزاكلو من جريدة التجديد من المكرمين كذلك على غزير عطائه،وتفانيه وإخلاصه لقلمه الذي جاد به كصحفي ومراسل ومتعاون مع مجموعة من الجرائد مغربية كانت او عربية. كما تم تكريم الأستاذ سعيد مكراز، صحفي بجريدة مشاهد ومدير موقع انزكان بريس. هذا ولم تغفل جمعية شباب من اجل التنمية على الاعتراف بمجهودات الشباب في الإعلام،لتحفيزهم على العطاء فكانت سعيدة الحكيمي عن الإذاعة الجهوية SNRT من بين الحاصلين على ذرع التكريم تقديرا لجهودها،ونشاطها الذي يشهد به كل من قابلها وهي تصول وتجول بعدتها الصحفية بين الأحداث والتظاهرات الجهوية بكل حيوية ونشاط على مستوى الجهة. وأخيرا كان طاقم MFM SOUSS اكادير من نال درع التكريم من جمعية شباب من أجل التنمية،احتفاءا بمجهودات طاقمه الشاب المتفاني في العطاء، والذي استطاع للمرة الخامسة انتزاع المرتبة الاولى من منافسيه كأعلى نسبة استماع وإن كان هذا يدل على شيء فهو يدل على حسن سيرمؤسسته و تفاني طاقمه الشاب في العطاء بإخلاص ونكران للذات كما وصف ذلك السيد ابراهيم بوليد المدير المسؤول عن المؤسسة جهويا. لتنتهي بذلك فعاليات الحفل وعلى نغمات الدقة المراكشية تم الاختتام ليغادر الحاضرون قاعة دار الشباب وكلهم أمل في رقي الإعلام المغربي ووضعية الصحفي الجهوي في أقرب الآجال.