هي مخلوقات نؤمن بوجودها بالرغم من أننا لم نرها من قبل، بل وينقبض قلبنا عند التحدث عنها، وربما قد لا نستطيع التحدث عن سيرتها لأكثر من دقائق معدودة خوفا من ظهورها أو سقوطها في أذهاننا خلال نومنا. فمجرد التفكير بها يصيبنا بالرعب أكثر من أي شيء آخر، كما لو أننا ندرك أنها مخلوقات شريرة خلقت لتلحق بنا الأذى. هي المخلوقات التي ذكرت في القرآن، أخبرنا الله أنها تعيش معنا في عالم واحد وفي مكان واحد، وربما تشاركنا منازلنا وحماماتنا، وربما قد تكون الآن بجوارنا ونحن نقرأ هذه الأسطر. لكن الله سبحانه وتعالى وضع غشاوة على أعيننا تمنعنا من رؤيتها، بالرغم من أنها قادرة على رؤيتنا.. فاحترسوا! وبالرغم من كونها كائنات ما ورائية لا يراها الإنسان، ولا يشعر بوجودها حتى، إلا أن هناك قصصا لأشخاص يجزمون أنه كانت لهم لقاءات مباشرة مع مخلوقات أخرى، مخلوقات لا تنتمي إلى عالمنا. إ نهم الجن الذين تربينا على الخوف منهم وتجنب التحدث عنهم أو تذكرهم، والابتعاد عن أماكن انتشرت قصص وأساطير عن انتشارهم فيها. هؤلاء الأشخاص تختلف قصصهم، لكن نقطة الوصل بين كل هؤلاء، أنهم تواجدوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، في أماكن موحشة في عز الليل فلنستمع إلى قصصهم، وأيدينا على قلوبنا.. جنية وأبناؤها تحت شجرة يحكي (عبد السلام)، شاب في الثلاثين من عمره، عن قصته مع الجن أو مع كائنات من عالم آخرن ويقول إنه كان يتسكع ليلا رفقة قريب له في إحدى المناطق القريبة من منطقة سكناه، والتي تقع بين الغابات والوديان، تحت ضوء النجوم والقمر، وبين ظلال الأشجار التي تبدو مثل رجال منتصبين في الظلام. «كنا نتمشى فجأة سمعنا ضحكات أطفال صغار، فانتابنا الخوف والقلق، وفجأة عندما التفتنا نحو مصدر الصوت، تراءى لنا خيال امرأة رفقة صبيين يتنططان حولها، بينما هي جالسة أسفل شجرة». يضيف (عبد السلام) «تجمد الدم في عروقنا، وشعرنا بالرعب الحقيقي، لأننا نعلم تماما أن من رأيناهم ليسوا من سكان المنطقة وليسوا أشخاصا معروفين، ولم يكونوا سوى مخلوقات على هيئة الجن، فأسرعنا الخطى ولم نحاول أبدا الاستدارة لرؤية ما وراءنا، ومن يومها حرمت الخروج في الليل إلى مناطق مهجورة". تقرؤون المزيد عن المرأة ذات اللحاف الرمادي، والحمار الجني، حمو قيو الجني المائي وغيرها من القصص الحية في "الأخبار" عدد نهاية الأسبوع.