في ظل موجة الحرارة التي تجتاح بلادنا خلال فصل الصيف، لا يجد المواطنون في اقليم اشتوكة أيت بها، غير الشواطئ التي تبعد سوى كيلومترات قليلة عن إقاماتهم السكنية للهروب من لهيب الحرارة المفرطة وبحثا عن ملاذ آمن بمياه البحر الباردة، ليكتمل المشهد بتلك الصورة المجسدة للآلاف من المواطنين البسطاء وهم مكدسون في رقع رملية ضيقة حبيسي شواطئ ملوثة أو قليلة النظافة، فضلوا الإستجمام بشواطئ التي وما أن تغوص في بحارها وتستمتع برمالها وتستنشق عبيرها حتى تغرق في سيل من الروائح النثنة التي تزكم الأنوف، لتنطلق معه أظافرك في عمليات للحك المتناوب على الجلد منذرة بتلوث المكان، فهناك على سبيل المثال بشاطئ تفنيت يبقى المرء تحت رحمة الأزبال وقنينات الخمر الفارغة، وبعض المظاهر المشينة لشابات وشبان اتخذوا من بعض الأمكنة القريبة من التجمعات العائلية مكانا مفضلا لممارسة الرومانسية، في غياب دوريات للدرك الملكي، مخلفين بذلك نوعا من التذمر والإستياء لدى زوار هذا المتنفس، يقول أحد المصطافين: إنه جاء إلى الشاطئ هذا الصباح رفقة أطفاله وزوجته بعد انتهاء الموسم الدراسي، لكنه ساخط على وضع الشاطئ ومتذمر من الحالة التي آل إليها بسبب الأزبال المتناثرة في رماله والعديد من الكلاب التي تأتي، حسب- قوله – إلى هذا المكان برفقة أصحابها من أجل السباحة هي بدورها حيث وجدت في مياهه البحر الباردة فرصة للهروب من حرارة الجو، كما أن تحول شاطئ البحر إلى ملاعب لكرة القدم زاد من تأزيم الوضع وبات يهدد سلامة الأطفال الصغار المنهمكين في بناء قصور الرمل. هذا ويبقى خطر الازبال وانتشار الكلاب الضالة ومجهودات عمال النظافة المحتشمة زيادة على النفايات التي يخلفها المواطنون الذين في الغالب يفتقرون إلى تلك الرؤية التي تجعل منهم يحافظون على نظافة الشاطئ كما يحافظون على نظافة منازلهم، كلها تبقى عوامل أرقت بال الجهات المعنية وأقلقت راحة المصطافين الذين باتوا يتخوفون من تداعيات هكذا مظاهر خاصة على مستوى صحتهم وسلامتهم، أسئلة وغيرها نحملها للجهات المعنية بالاقليم لعلها تجد آذانا صاغية وتهب لإنقاذ هذا المصطاف الذي كان يعد من الشواطئ المتميزة ببلادنا.