إلياس العلوي في ظل موجة الحرارة التي تجتاح المغرب، هذه الأيام، لا يجد المواطنون في مدينة كالدارالبيضاء غير الشواطئ للهروب من حرارة الجو، فتجدهم كل صباح يسارعون إلى الحافلات وسيارات الأجرة أو الطرامواي، الذي أصبح يعرف اكتظاظا كبير خاصة خط عين الدياب منذ الصباح الباكر. إلا أن ما يميز هذه الشواطئ هو اختلافها من حيث جودة مياهها ونظافة رمالها، منها ما هو مميز وينصح بالاستحمام فيه كشاطئ عين الدياب وللا مريم الحاصلين على اللواء الأزرق كأفضل الشواطئ حسب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ومنها ما لا ينصح به لتلوثه وانتشار المخلفات والأزبال به، كشاطئ عين السبع )رغم بعض الإصلاحات التي همته( والبرنوصي، مما يرغم العديد من المواطنين على السفر نحو شواطئ بعيدة من أجل الاستجمام، في حين يبقى الآلاف من سكان المناطق الفقيرة في المدن حبيسي شواطئ ملوثة أو قليلة النظافة. هذه الشواطئ المتسخة تثير سخط السكان، نظرا لأنها تعتبر متنفسهم الوحيد في ظل ارتفاع الحرارة وغلاء تكاليف السفر، إلا أنهم ينفرون منها لغياب شروط النظافة والخدمات كالمراحيض العمومية وأماكن تجميع القمامة وفضاءات لعب الأطفال. مشاكل تستدعي النظر فيها من قبل الجهات المعنية، وخاصة الجماعات الحضرية والشركات التي ترسو عليها صفقات تنظيم الاستجمام بهذه الشواطئ وفق مقاربة هدفها حسب المواطنين الربح وكسب مبالغ مالية خلال هذه الفترة من فصول السنة. وفي هذا الصدد، أكد مجموعة من الشباب بشاطئ عين السبع أنهم يأتون إلى الشاطئ من أجل مزاولة رياضتهم المفضلة وهي كرة القدم، غير آبهين بحالة الشاطئ الذي يقول أحدهم إنهم لا يستحمون فيه أصلا، فهم يعلمون أنه ملوث، لهذا يفضلون استغلال المساحات الرملية خلال الفترة الصباحية للرياضة، ثم العودة أدراجهم للاستحمام في منازلهم، في حين عبر أحد الآباء عن سخطه وعن الوضعية التي آلت إليها شواطئ المدينة قائلا: "شواطئ الدارالبيضاء أصبح أغلبها غير صالح للسباحة، بسبب الأزبال المتناثرة في رماله والحيوانات التي وجدت في مياهه الباردة فرصة للهروب من حرارة الجو كذلك، خاصة في شاطئ زناتة، وبالتالي فمن يريد أن يتمتع بجودة مياه الشاطئ عليه أن يقطع الكيلومترات وليس بضعة أمتار، وهذا غير متوفر لدى المواطنين البسطاء الذين يريدون التنفيس عن أنفسهم وعن أبنائهم بأقل الأثمان". بعض الشباب بشاطئ عين السبع، بعد أن انتهوا من لعب كرة القدم، قرروا جمع الأزبال والفضلات المتناثرة هنا وهناك، في بادرة منهم، لإزالة النفايات التي يخلفها المواطنون، الذين يفتقرون في الغالب إلى تلك الرؤية التي تجعل منهم يحافظون على نظافة الشاطئ كما يحافظون على نظافة منازلهم، وتساءل أحدهم عن سبب إهمال المسؤولين لنظافة الشواطئ بالرغم من معرفتهم لمدى الإقبال عليها خاصة في فصل الصيف. في حين يبقى شاطئ عين الدياب أنظف الشواطئ بالدارالبيضاء بالرغم من كونه لا يرقى لمجموعة من الشواطئ الأخرى بالمملكة، إلا أنه يعرف إقبالا كثيفا من طرف سكان الدارالبيضاء، مستغلين وسيلة النقل الجديدة) الطرامواي( التي أصبحت مفضلة للساكنة عوض الحافلات وسيارات الأجرة، فتجد الخط الرابط بين سيدي مومن وعين الدياب يعرف باستمرار ازدحاما شديدا من طرف المصطافين طيلة أيام الأسبوع ومنذ الساعات الأولى من الصباح.