AHDATH.INFO قال ولد سيدي سلمى في تدوينة له على صفحته بالفيس بوك : تقول حكاية شعبية عندنا. أنه في إحدى البوادي حيث تنتشر الضباع.سأل رجل حكماء القوم عن السبيل للنجاة من الضبع إن صادفه في تجواله في البراري. فقالوا له: تصنع و كأنك ميت وعليك أن تستلقي على الأرض دون حركة و لا تنفس، لكن عليك أن تتحمل رائحة الضبع الكريهة، فسيشم كامل جسدك ليتأكد أنك ميت فعلا و بالخصوص أنك لا تتنفس. ذات يوم خرج الرجل الى الصحراء وتصادف مع ضبع تذكر نصيحة الحكماء. فعمل بها. تقدم الضبع منه وهو مستلقي على ظهره بلا حركة. وبدأ يشتم جسده ولما وصل الضبع إلى أنفه. لم يعد الرجل قادرا على كتم أنفاسه. ورائحة فم الضبع الكريهة تكاد تصيبه بالغثيان فأنتفض صارخا في وجه الضبع: "أفْييييهْ يعملنا ننتكلوا". بمعنى لن نتحمل رائحة كريهة فلن نصبر ولو تطلب الأمر أن نكون فريسة للضبع وصارت صرخته مضربا للمثل في الصحراء. بالأمس تداولت وسائط التواصل الاجتماعي شريطا مصورا للقاء جمع ابن خالتي وابن عمي مصطفى ولد محمد عالي ولد سيد البشير القيادي في البوليساريو مع مجموعة من أنصار الجبهة في فرنسا شبه فيها البعض ما صرح به عن البوليساريو والجزائر بردة فعل صاحب الضبع. وإن كانت شهادتي في الرجل مجروحة بحكم القرابة بيننا، فشهادة كل من تابع تصريحاته بالأمس إتفقت كلها أنه لم يقل غير الحقيقة التي لم يتجرأ حتى الساعة أي قائد على الاعتراف بها. خاصة فيما يتعلق بحقيقة الدولة الصحراوية التي تطابق وصفه لها مع ما يقوله المغاربة دائما وإن بصيغة حكومة في المنفى. وحقيقة علاقة سكان المخيمات الأوائل بالجزائر ونظرتهم لها، خلافا لجيل هوس كرة القدم، الذين انتقد انتصارهم لفريق, أعاد ابن خالتي الاستماع لخطابه لوجد لأولئك الشباب العذر في علاقة والده وجده بالمغرب وقد قال أنهم لم يعرفوا من قبل غير المغرب. كما لا يعرف الجيل الثالث من البوليساريو غير الجزائر. أعتقد ان تصريح "أفييه يعملنا ننتكلوا" وقد كسر الكثير من القيود المفروضة على الخطاب الصحراوي، فتح بابا لنقاش عميق داخل الساحة الصحراوية من أجل إعادة صياغة مشروع البوليساريو و تكييفه مع الواقع و متطلبات المرحلة بما سيقربنا من الحل، إن وجد في النخب الصحراوية جرأة السيد الوزير اللاجئ. فإعتراف ممثل أكبر نسبة من نازحي الصحراء الى المخيمات بان الكيان الحالي في تيندوف هو وهم وان التحالف مع الجزائر كان خيار ضرورة دفعت إليه بعض المظالم من طرف المغرب. هي مفاتيح لحل صحراوي مغربي، حتى ولو لم تقبل الجزائر.