AHDATH.INFO لن تكون هذه أول مرة يزايد فيها نظام الكابرانات في الجزائر بقضية فلسطين. ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد. أكبرنا سنا يتذكرون أن الإذاعة الجزائرية، كانت في عز الحرب الأهلية التي طحنت جارنا الشرقي بعد رفض العساكر لنتائج الانتخابات التي أتت بحزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ للحكم، تخصص من السادسة إلى السابعة مساء ساعة بأكلمها لإذاعة فلسطين. كان الجزائريون تلك الأيام يطرحون السؤال: كيف تنسى إذاعتنا الرسمية حربا أهلية طاحنة تدور في كل مدن وقرى وجبال الجزائر، ويذهب ضحيتها جزائريون يقاتلون بعضهم البعض، سواء كانوا من قوات الجيش أو الشرطة أو كانوا من مناصري جبهة الإنقاذ وتخصص كل هذا الوقت لقضية بعيدة عنا كثيرا ؟ كان الجواب بسيطا للغاية: من كانوا يحكمون الجزائر آنذاك كانوا مستوعبين أن قضية فلسطين والمزايدة بها قد تكون سبيلا حسنا لإلهاء الشعب في الجزائر عن موته بيد من يحملون معه نفس الجنسية الحكاية ذاتها، تتكرر بعد قرابة الثلاثين سنة ونظام الكابرانات يهرب من مطالب شعبه، لكي يقدم مالا كثيرا للسيد محمود عباس أبو مازن والسلطة الفلسطينية... بالنسبة لنا هنا في المغرب لا إشكال. أي مال يذهب إلى فلسطين هو مال ضروري وجيد ومفيد، ينضاف لمال بيت القدس الذي يشرف عليه المغرب دون كثير لغط إعلامي، ويستفيد منه شعبنا الفلسطيني دون كثير إشهار. لكن لا مفر من التوقف عند التناقض لدى نظام يرفض مطالب شعبه الذي قال للكابرانات « تتنحاو كاع »، ويقرر في إطار حربه الغبية ضد المغرب وضد مصالح المغرب أن يزايد بموضوع لايمكن أن تزايد فيه على المغرب بالتحديد هو موضوع فلسطين. أهلنا الفلسطينيون، يعرفون جيدا من يقف إلى جانبهم، ومن يتاجر بهم. أهلنا في فلسطين أغلى من ملايين الدولارات، وهم قوم يرفضون البيع والشراء وإلا كانوا باعوا أراضيهم التي يتشبثون بها أيما تشبت للإسرائيلي وانتهت الحكاية. وأهلنا في فلسطين قوم لماحون، أذكياء، نوابغ من أرض الشام الخصيب، يعرفون مصلحتهم جيدا ويعرفون من يريد مصلحتهم، ويعرفون أيضا من يريد فقط بالمزايدة عليهم أن يلتف على مطالب شعبه أولا، أن يواصل حربه ضد جاره الغربي ثانيا وأن يواصل البقاء جاثما على العباد والبلاد هناك في أراضي جارتنا الشرقية، تلك التي نواصل الدعاء لها ليل ونهار لكي تتخلص من جحيم الكابرانات وتشرع ذات يوم في المسير. فلسطين ليست موضوع مزايدة أيها القابعون على قلوب الجزائريين، لكن منذ متى كنتم تفهمون البديهيات؟؟؟؟