نعم أنا من ألمع كابرانات في القيادة العسكرية ببلادي. علمني نزار و العماري و بلخير و واسيني و توفيق و آخرون اخيار و ذوي رفعة و نياشين أن الإجتهاد في خدمتهم منبع للخير في الدنيا. أحمد خالقي على أنني لم أشارك في حرب التحرير و لا كنت في لوائح الشهداء و أنني كنت وفيا لمبدأ البقاء للأقوى و لو رضع من صدر ماما فرنسا . علمني قائدي في الجيش الشعبي أن كلمته نور و أمره دستور و أن الشعب لا يثور ما دام بقوتنا مقهور و بفعلنا مبهور و كنزنا من الدولار و اليورو و العقار مستور. أنا الكابران المطيع دخلت السوق وأصبحت موردا لتجهيزات إليكترونية وأخرى للاتصالات و اخلصت في توريد البطاطا و السميد و شيء من دقيق الحليب. و لأنني أحب أبناءي فقد فرضت عليهم حب الثكنات و أصبحوا بارعين في مدها بالتغدية و الألبسة و حتى بعض الكماليات كالسمك و الموز و البيض الأصيل. و كنت دوما من محبي رؤساءي الذين يسهرون على قضايا الوطن و يحمونها من عبث سياسيين من أتباع الغرب الذي يروج لحقوق الإنسان و ينفخ في كل خطاب صادر عن أشباه مثقفين و مناضلين يريدون فصل الدولة عن جيشها العتيد. و نحن الكابرانات يمكن أن نستمر في قمع كل من أراد إستعمال الدين في السياسة و لنا القدرة على بعثرة أوراق المتاجرين في حقوق الإنسان و حتى في قضايا الحريات . لنا القدرة على بعث المحبة العميقة في قلوب كل وسائل الإعلام عبر كرمنا الحاتمي و نصيحتنا التي تشبه ما قاله الحجاج بن يوسف الثقفي في موضوع الرؤوس التي قد اينعت و حان قطافها. نحن الكابرانات نسهر على أمن الجزائر و نسهر الليالي بحثا عن كل عدو و لو لم يولد بعد. إذا هبت رياح غربية شديدة نعد العدة لرد الصاع صاعين. نصدر البلاغات التاريخية التي تبين حجم الخطر الذي يهدد أمننا الوطني. و نتسلح بالإيمان و بصفقات السلاح حتى و لو باعنا الروس خردة السوخوي و دبابات قديمة و صواريخ قد تصيب الصديق قبل العدو. و لأن التسلح لدينا عقيدة و من يسلحوننا لهم ثقافة الكرم التعاقدي، فإننا نقبل عن طيب خاطر و بدون حقد ما يصل إلى حساباتنا من عمولات بعملات أجنبية و العياذ بالله. و نحن الكابرانات نؤمن بضرورة تأمين مستقبل أبناءنا و نضع تحت تصرفهم ما نملك و حتى ما لا نملك. نخاف عليهم من حسد الحاسدين ممن يقولون أنهم شعب الجزائر و أننا نستغل ثروات البلاد. لقد أكثروا من التظاهر و يريدون أن نقتسم معهم ارزاقنا و أن نفرط في ثرواتنا و أن نترك لهم تسيير سوناطراك و أن نوقف سوق السلاح و أن نتوقف عن تمويل عصابات البوليزاريو و بعض العصابات الاسلاماوية بالساحل الافريقي. نعم نصنع الخوف لأنه دواء للشعب. نحن الكابرانات نحرص على أن لا يتفوق جارنا الغربي علينا و هو لا يملك بترول و لا غاز. لن نترك هذا الجار الذي يستعمل السحر في تصدير منتوجاته الصناعية و الفلاحية و يضمن تزويد اسواقه بكل المنتجات في الوقت الذي يسلطون علينا أدعية تكبح كل إرادة للاستجابة إلى طالبي لتر حليب أو كيلو تفاح أو موز أو حتى قارورة غاز. نريد حربا حتى لو كنا نعرف أن " جار السوء و العدو التاريخي " لدية " أسلحة جد متطورة" و نحن الذين صرفنا عشرات الملايير من أجل السيطرة على الصحراء و من أجل منفذ الى المحيط الأطلسي و من أجل صنع تاريخ لنا كقوة ضاربة. نعرف أننا قوة تضرب نفسها. و لكننا كابرانات و نفتخر بكل شيء. نفتخر بضعف تكويننا و مستوى ثقافتنا و كثرة ثرواتنا الشخصية و كرهنا لشعبنا. لكننا لا نفهم لماذا يكره شعبنا كل مخططاتنا لكي نتواجه عسكريا مع الجار الغربي و لماذا اخترعوا شعارات عدوانية مثل "خاوا خاوا" و لماذا يقولون عنا كلاما معاديا مثل " تنحاو كاع" . و ما زاد الطينة بلة أن ما يسمونه الأممالمتحدة أصبحت مكانا للمعادين لنا رغم الملايير التي انفقناها لخلق دولية تنطلق من تندوف إلى العيون لكي تسلمنا كل المفاتيح و تطلب منا اعتبارها ولاية جزائرية. ما هذا الكابوس الذي يسكنني، انا الكابران الذي لم أعرف و لن أعترف بحرب تحرير و أن أظل معاديا لمجاهدي الأوراس و لتاريخهم و أن أحمي كل من كان أقوى من أولئك الذين يظنون أنهم صنعوا تاريخ الجزائر.