رغم اماكانياته المحدودة مقارنة مع جيراننا من الضفة الاخرى المتوسطية مثل اسبانيا و فرنسا ..فإن المغرب في تدبيره للمرحلة الاولى لوباء كورونا أبان عن نضج عال و حكامة جيدة و مسؤولية كبيرة في التعامل المعقلن مع هذه الآفة..علينا أن نفتخر بأن لنا كفاءات عالية و أطر ادارية يشهد لها دوليا بالخبرة و الحنكة في تدبير الازمات… و رفع التحديات ..صحيح ان المغرب لا يملك البنية الصحية التي تملكها فرنسا او اسبانيا…ولكن لدينا روح التضامن المعروف تاريخيا عن المغاربة حين تضربهم الافات و الازمات..و فوق كل هذا نفتخر بأن لنا ملكا يحب شعبه و قلبه مع شعبه منذ ان اعتلى العرش ..ملك يقدر جسامة الملك و يمارسه من أجل الشعب أولا و أخيرا ..ملك يحمل هم شعبه و يحزن لحزنه و يتأثر لمعاناة فئاته الفقيرة و الهشة…هكذا عهدناه و لأجل ذلك فإن الشعب يحبه بكل وفاء…في هذه الظروف الصعبة التي استبد فيها الارتباك بنا من شبح كورونا فاننا لا نملك الا أن نتجند وراء ملك نثق في حبه لشعبه و أن نلتحم شعبا واحدا متضامنا يواجه عدوا واحدا ..نحن شعب المغرب سنحفر عميقا في موروث اجدادنا لنتسلح بشهامتهم و نكران الذات ..فالتاريخ يشهد لنا بأننا قهرنا الاوبئة و الجوع و الأعداء بإذن الله و عونه ..نحن شعب المغرب العريق القوي المتضامن سنتجاوز الخلافات السياسية و الاحقاد الجانبية لنواجه عدوا واحدا يحمل رقم 19. علينا أن نثبت للعالم أننا شعب التحديات و الكفاءات و الذكاء العالمي.. صحيح أننا لا نملك أبار الخليج و لا صناعة أمريكا او الصين و لكن نملك تاريخا قويا من الذكاء و القيم التي وحدها اليوم يمكن أن تقضي على فيروس لا تقهره النتاجات الداخلية لدول العالم مجتمعة و لا مصانع الصين و امريكا و لا احتياطات الذهب بل هو عدو يقهره التلاحم و التضامن و الاصطفاف وراء قائد الحرب على هذا العدو …سيذكرنا التاريخ إن شاء الله بأننا انتصرنا على هذا الوباء و ستمجد فينا الأجيال القادمة قيم الشهامة و الانضباط و التلاحم في مواجة كورونا..وفقنا الله و الله المستعان.