AHDATH.INFO في ظرفية تتطلب مقاربة جديدة بعد تغير العادات الشرائية للمستهلكين، واستعدادا لما بعد مرحلة كورونا، وضعت الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة رؤية جديدة تتماشى مع مضامين النموذج التنموي الجديد للمغرب، عبارة عن مؤلف بعنوان "قطاع النسيج 2035 – رؤية وقناعات". الرؤية التي قدمتها الجمعية،يوم الثلاثاء 30 نونبر، والتي جاءت متماشية مع مضامين النموذج التنموي الجديد، ترتكز على أربع دعائم تنموية تتمثل في: المرونة، الابتكار، الجودة، والمسؤولية البيئية، حيث تطمح الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة في أفق 2035 إلى زيادة قيمة الصادرات المغربية إلى 60 مليار درهم، وزيادة حصة الصادرات المغربية في أسواق أمريكا الشمالية وشمال أوروبا بنسبة 20 في المائة على مجموع الصادرات، كما تهدف أيضا إلى زيادة حصة الإنتاج في المقاولات المشتركة والمنتجات النهائية من 35 في المائة إلى 60 في المائة بحلول سنة 2035، وعلى الصعيد المحلي، يتمثل الهدف خلال 14 سنة المقبلة في زيادة الحصة السوقية للصانعين المغاربة إلى 40 في المائة. ولتحقيق هذه الأهداف، دعت الجمعية الفاعلين في القطاع إلى الاعتماد على الاقتصاد الدائري تحت شعار "دايم المغرب". هذا الشعار، يوضح مسؤولو الجمعية هو بمثابة إستراتيجية ودليل شامل لقطاع النسيج المغربي ومكوناته المختلفة، وفرصة حقيقية للقطاع من أجل التسريع بتنميته وفقا للقيم الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والزمنية أيضا. ومن أهداف هذه الرؤية، دعم فرص العمل في قطاع النسيج والملابس وخلق ما مجموعه 50 ألف منصب شغل بحلول سنة 2025. كما تعد هذه الاستراتيجية بضمان ظروف عمل مثلى للموظفين في القطاع، وأن تصبح معيارا في مجال الإنتاج الملائم للبيئة، مع استعادة السوق المحلية وتعزيز أداء المغرب فيما يخص التصدير عن طريق دخول أسواق جديدة. ويأتي ذلك في الوقت الذي عانى القطاع كثيرا خلال السنتين الماضيتين بسبب تداعيات جائحة "كوفيد "19، إذ بعد الزخم التصاعدي لصادرات قطاع النسيج والملابس منذ سنة 2010، سرعان ما تراجع القطاع بشكل ملحوظ ارتباطا بالأزمة التي تأثرت بالوباء وبالأرقام، تراجعت قيمة صادرات المغرب من 36.5 مليار سنة 2019 إلى 29.8 مليار سنة 2020، حيث أن معظم هذه الصادرات كانت موجهة بالخصوص إلى السوق الفرنسي والإسباني. وبغض النظر عن الموقع الاستراتيجي للمغرب، وخبرته الدولية المعترف بها في قطاعات عديدة، إلا أن حصته من سوق التصدير لا تزال محدودة، بسبب ظروف الوصول إلى الأسواق أقل ملائمة مقارنة مع البلدان المنافسة. لكن رغم ذلك، يبدي المهنيون الكثير من التفاؤل في المستقبل. بالنسبة للجمعية وفي الوقت الذي تغيرت عادات المستهلكين وتوجههم نحو المنتجات الإيكولوجية وفي ظل انتشار التجارة الإلكترونية، يتعين حاليات التوجه عن تكوين المهارات. في هذا الإطار، وبحلول سنة 2035، توصي الجمعية بإنشاء مجمعين تجريبيين بيئيين مبتكرين في كل من مدينتي الدارالبيضاء وطنجة، تمتد مساحة كل واحد منهما على 100 هكتار، بهدف استضافة الاستثمارات المقبلة، في حين يتمثل القرار الرابع بإدراج المشغلين غير الرسميين عبر العمل مع جهات المملكة، لتوفير صناعة مناسبة، أما القرار الخامس فيتمثل أساسا في إعطاء دفعة للشركات الناشئة المبتكرة في هذا القطاع، ومواكبة الشركات الوطنية في مرحلة التحول إلى العالم الرقمي. للإشارة، فإن عدد المقاولات التي تشتغل في صناعة النسيج في المغرب خلال سنة 2019، يصل إلى 1628 مقاولة، تشغل 189 ألف شخص، وتم تحقيق رقم معاملات تبلغ قيمته 50.48 مليار درهم و36.5 مليار درهم خاصة بالتصدير.