مرة أخرى يتأكد غباء النظام الجزائري، وعدم قدرته حتى على فبركة كذبة قابلة للتصديق، فبالأحرى القيام بمناورات من شأنها أن تحقق رغباتها وأهدافها. وكما سقطت كل الأوراق السابقة من قبيل اتهام المغرب بالمسؤولية على اتخاذها لقرار قطع العلاقات، أو اتهامه بتهديد مصالح الجزائر، وبالتالي اضطرارها لغلق الحدود، أو أخيرا ارتداد قرار توقيف ضخ الغاز عبر التراب المغربي، ليتعرى نظام الكابرانات أمام دول أوروبا.. جاء إعلان قصف المغرب لشاحنات جزائرية ليزيد من سقطات النظام الذي تعرت كل عوراته، واتكشف بالملموس حجم غبائه. بيان الرئاسة الجزائرية الذي تعرض لسخرية عارم داخل الجزائر نفسها قال إن « ثلاثة رعايا جزائريين تعرضوا لاغتيال جبان في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة". لكن بعد تبين أن بيان الرئاسة الجزائرية أتى بخبر مبتور من أهم مكوناته سواء تعلق الأمر بالمكان والزمان ، تطوع مدير موقع جزائري "مينا ديفينس"، ليقول لوكالة فرانس برس إنه حصل في "بئر لحلو بالصحراء الغربية »، وهي المنطقة « التي تتنقل فيها حصريا الميليشيا المسلحة" لجبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية مدعومة من الجزائر. أكثر من ذلك خروج الرئاسة الجزائرية بالرواية المبتورة، سبقه نفي موريتاني صريح وقوي عن عدم وجود أي استهداف لأية شاحنات داخل ترابها، وهو ما عدل السيناريو الذي كان معدا سلفا. ومايكشف هذا التخبط في تنفيذ قرار معد سلفا، هو أن أحد أبواق النظام، وهو موقع الشروق قام بنشر الخبر على الفيسبوك، وعدله 15 مرة فقط خلال 23 دقيقة، وذلك لتعديل المعطيات حسب ماتم كشفه من تناقض وغياب الذكاء في اصطناع كذبة محبوكة.
الموقع قال في البداية أن العملية جرت "على الحدود بين نواكشوط الموريتانية وورقلة الجزائرية"، قبل أن يضطر إلى القول بأن الأمر تم داخل الصحراء، لاداخل حدود الجزائر ولاداخل التراب الموريتاني، وربما قد يصبح بعد ذلك مكان العملية هو قلب قصر المرادية!! ولله في خلقه شؤون