نجحت مرشحة حزب التجمع الوطني للأحرار، أسماء أغلالو، من الظفر برئاسة مجلس مدينة الرباط. وذلك، بعد مواجهة محتدمة مع منافسها المرشح عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لحسن لشكر . وحصلت أغلالو، في جلسة تصويت الجمعة 24 شتنبر 2021 على الأغلبية المطلقة، في جلسة لم تخل من المفاجآت والجدل والمشادات. وتمكنت أغلالو من جعل كفة الأصوات تميل لصالحها، بفضل كسبها لدعم رفيقها في الحزب، والعمدة الأسبق للعاصمة، عمر البحراوي، الذي كان يمني النفس بالحصول على ذات المنصب وهو يخوض الانتخابات، أو على الأقل برئاسة مجلس مقاطعة اليوسفية ، معقله للانتخابي لعقود . وكان اختار البحراوي دعم لحسن لشكر تمردا منه على قرار رئاسة الحزب منح التزكية لاغلالو، لكنه تراجع وعاد معلنا الانضباط لقرار تحالف أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والحركة الشعبية . وذلك بعد عشاء " مصالحة" احتضنه بيت المرشحة اغلالو الخميس، عشية جلسة التصويت، وحضره مايسترو العملية الانتخابية بحزب الحمامة، رشيد طالبي العلمي، وعضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، ومنتخبي الأحزاب الأربعة. ومن أبرز المفاجآت، التي شهدتها جلسة انتخاب عمدة الرباط، حلول منافس أسماء اغلالو، لحسن لشكر، الذي كاد يفوز بالعمودية في جلسة أولى الإثنين 20شتنبر الجاري، قبل أن يتم نسفها . وبعد أن كان مرشحا بقوة للعمودية، حصل لحسن لشكر، الذي هو نجل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، على فقط 7 أصوات من أصل 79 صوتا للمنتخبين، الذين حضروا جلسة التصويت . وهو ما شكل مفاجأة قاسية، بحلوله في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات المحصل عليها بعد أن احتلت اغلالو المرتبة الأولى بحصولها على 58 صوتا، و مرشحة العدالة والتنمية، بديعة بناني، المرتبة الثانية، بنيلها 8 أصوات. كذلك، اتسمت جلسة انتخاب أعضاء المكتب المسير بالارتباك وخاصة بسبب عدم احترام التمثيلية النسائية . إذ اقتسم تحالف أحزاب التجمع، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والحركة الشعبية المناصب الإثنى عشرة (10 نواب، وكاتبة المجلس، ونائبتها)، في البداية دون انتباه لاحترام التمثيلية النسائية وفق القانون، الذي ينص على حصول النساء على نسبة الثلث في عدد النيابات، وهو ما نبه له المنتخب عن العدالة والتنمية، لحسن العمراني، الذي انسحب من الجلسة رفقة منتخبي حزبه المصباح احتجاجا على هذا الإخلال القانوني بعدما حاولت غلالو إعادة التصويت رافضة تضمين كل الوقائع، التي جرت في محضر الجلسة. كذلك، وبشكل مفاجئ ويدعو للاستغراب، عمد أحد المنتخبين خلال أشغال الجلسة إلى أخذ الكلمة لتلاوة بعض الآيات القرآنية، التي اختارها من سورة " المنافقون". وبدعوى أن الجلسة لم تفتح كما هو مألوف بتلاوة آيات قرآنية، أوقف المنتخب حميد فخار، عن حزب البيئة والتنمية، أشغال الجلسة وشرع في قراءة آيات تخص أوصاف المنافقين في إشارة منه إلى التحول في مواقف بعض المنتخبين، الذين أخلوا بدعمهم لحسن لشكر وغيروا من موقفهم لصالح مرشحة الأحرار، أسماء اغلالو. ومباشرة بعد انتخاب اسماء غلالو عمدة لمدينة الرباط، تم انتخاب أعضاء مكتب المجلس الجماعي . وحصلت الائحة، التي قدمتها أسماء اغلالو لتشكيلة المجلس على الأغلبية بتأييد 58 صوتا، ومعارضة 9 أصوات، وامتناع 4 أصوات. وهي اللائحة، التي تم فيها توزيع النيابات بين أحزاب التحالف الرباعي، الذي يضم التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة والإستقلال، والحركة الشعبية. ووفقا لهذه اللائحة الفائزة جرى انتخاب عزيز الليموني (حزب الأصالة والمعاصرة) نائبا أول للرئيسة، وعبد السلام البكاري (حزب الاستقلال) نائبا ثانيا لرئيسة المجلس، وفتيحة المودني كاتبة للمجلس، وفاطمة مازي نائبة لها. وتوزعت باقي النيابات على التوالي بين كل من كمال العمراني (التجمع)، نائبا ثالثا، والبشير التاقي رابعا، وخالد مجاور (الاستقلال) نائبا خامسا، وأمينة صادق نائبة سادسة (الأحرار)، وليلى بلغة(البام)، نائبة سابعة، وأمينة السباعي (الاستقلال) نائبة ثامنة، وحسن تاتو نائبا تاسعا (الأحرار)، وعبد الحق مجاور نائبا عاشرا. هذا، فيما خرج العمدة الأسبق للعاصمة، عمر البحراوي، خاوي الوفاض.