انتهى، اليوم الجمعة، الصراع القوي، الذي خاضه حزبا التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي حول عمودية مدينة الرباط بفوز التجمعية أسماء اغلالو برئاسة المجلس الجماعي للعاصمة، بحصولها على الأغلبية المطلقة من أصوات المنتخبين. وشهدت جلسة انتخاب الرئيسة ونوابها، التي جرت بمقر ولاية جهة الرباط- سلا- القنيطرة، مفاجآت وجدالات، ومشادات بين منتخبي مختلف الأحزاب الممثلة في مجلس العاصمة، كما طبعت بالارتباط، الذي شاب تسيير اغلالو للجزء الثاني من الجلسة المخصص لانتخاب أعضاء المكتب. البحراوي يعود من تمرده أولى المفاجأت كانت عودة العمدة السابق عمر البحراوي عن التمرد، الذي قاده ضد حزبه (التجمع الوطني للأحرار) ليصطف مجددا في تحالف أحزاب التجمع، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والحركة الشعبية، الذين اقتسموا المناصب الإثنى عشرة (10 نواب، وكاتبة المجلس، ونائبتها). البحراوي، الذي كان قد جر عددا من منتخبي التجمع، والحركة الشعبية لدعم منافس اغلالو، الاتحادي حسن لشكر، عاد رفقة متمردين آخرين عن التحالف بعد لقاء، عقد ليلة أمس الخميس، في منزل اغلالو، وجميع منتخبي الأحزاب الأربعة، بحضور رشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع، ومحمد أوزين عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية. والبحراوي، الذي صوت خلال جلسة، اليوم، لصالح اغلالو، لم ينل أيا من مناصب نواب الرئيسة، إذ تشير مصادر "اليوم 24" إلى أن اتفاقا جرى معه لتسهيل رئاسته مقاطعة اليوسفية في المدينة. ومع انطلاق جلسة التصويت، التي ترأسها البحراوي نفسه باعتباره العضو الأكبر سنا، أثار حزب التقدم والاشتراكية اعتراضا على قانونية الجلسة، مشيرا إلى أن القانون يفرض أن عقد الجلسة خلال 15 يوما من تاريخ إجراء الانتخابات الجماعية، التي جرت في الثامن من شتنبر الجاري. هزيمة قاسية لإبن ادريس لشكر.. حل ثالثا بعدما كان مرشحا بقوة للفوز بالرئاسة وبعدما كان مرشحا بقوة للحصول على رئاسة مجلس المدينة، خلال الجلسة الأولى، التي انعقدت، يوم الاثنين الماضي، لم يتمكن حسن لشكر ابن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي من الحصول إلا على أصوات 7 منتخبين في المجلس من أصل 79 حضروا الجلسة، ليكون بذلك قد احتل المرتبة الثالثة وراء اغلالو، التي حازت 58 صوتا، وبديعة بناني عن العدالة والتنمية، التي نالت 8 أصوات. وهزيمة ابن لشكر تعزى أساسا إلى تخلي البراوي عنه، إضافة إلى غياب عدد من مؤيديه عن الجلسة بما فيهم البرلمانية السابقة ابتسام العزاوي. ارتباك اغلالو في التسيير بعد انتخابها رئيسة للمجلس، لم تتمكن أسماء اغلالو من ضبط تسيير الجزء الثاني من الجلسة، الذي خصص لانتخاب أعضاء المكتب المسير، حيث اجتمعت بقيادات الأحزاب المتحالفة معها لتوزيع مناصب نواب الرئيس، ومرت إلى عملية التصويت دون أن تنتبه إلى ما يحتمه القانون من ضرورة تمثيل النساء بثلث المناصب على الأقل. انسحاب نواب البيجيدي وكان لحسن العمراني المستشار عن حزب العدالة والتنمية هو من نبه اغلالو إلى عدم احترامها لتمثيلية النساء في النيابات، قبل أن يقرر نواب البيبجدي الانسحاب من الجلسة، بعدما حاولت غلالو إعادة التصويت رافضة تضمين كل الوقائع التي جرت في محضر الجلسة، وهو ما طالب به العمراني. تلاوة آيات قرآنية عن المنافقين أما حميد فخار المنتخب عن حزب البيئة والتنمية، فاعترض على تسيير الجلسة، بالتنبيه إلى أن الجلسة لم تفتتح بتلاوة القرآن الكريم، قبل أن يتناول الميكروفون ليتلو آيات قرآنية تتحدث عن "المنافقين"، وذلك في إشارة إلى غدر عدد من المنتخبين للتحالف، الذي كانوا فيه.