بسبب حالة الإغلاق السائدة حَالِيًّا في معظم دول العالم ، أصبحت زيارات الموفدين على جميع المستويات محدودة جداً. على الرغم من ذلك اخترت أن أتحدث اليوم عن ما يسمى في مجال البروتوكول"الإشارات الديبلوماسية" عندما يتعلق الأمر بزيارة ممثلي المنظمات الدولية خاصة الحقوقية. يمكن من خلال رصد هذه الإشارات استنتاج موقف أي دولة تجاه موفد المنظمة الدولية. إذا أرادت الدولة إبداء ارتياحها للزيارة ، فإن استقبال المبعوث يتميز بالدفء فيعلن ويذاع خبر الاستقبال في المطار ويمكن للموفد الإدلاء بتصريحات للصحافيين، لا أدري إذا كان الصحافيون يذهبون أصلاً هذه الأيام إلى المطارات لتسجيل تصريحات الزوار. وتتوج الزيارة باستقباله من طرف مسؤولين بارزين. بعد ذلك تتدرج الإشارات الديبلوماسية. *يعلن ويذاع خبر وصول الموفد ولكن يستقبل من طرف مسؤول أقل درجة. * يعلن ويذاع الخبر، ولكن دون إشارة إلى من استقبل الزائر أو المسؤول الذي تباحث معه. *لا يعلن خبر الوصول ولا يذاع، ويستقبل من طرف موظف ويبقى الأمر الوحيد الذي يميزه عن بقية المسافرين أن حقائبه لا تخضع للتفتيش . *لا يعلن ولا يذاع خبر وصوله ولا يستقبله أحد في المطار، ولكن بعد وصوله إلى الفندق ربما يتصل به أحد الموظفين هاتفياً. *لا يستقبله أحد، وتخضع حقائبه للتفتيش، وربما يسأله رجل الأمن عن سبب زيارته، ولكن يسمح له بالدخول وربما يتاح له الاتصال مع وسائل الإعلام ولكن تلك الاتصالات تراقب من بعيد. *لا يسمح له أصلاً بالدخول، ويطلب منه العودة أدراجه وطلب تأشيرة من سفارة البلد المعني بالأمر، وعادة لا يحصل على هذه التأشيرة. إذا كان هذا هو حال الإشارات الدبلوماسية، فإن الأمر ينطبق بكيفية ما على الاشارات الصحافية. ربما يتاح للصحافي أن يصل إلى مصادر الأخبار وإجراء الحوارات التي يرغب فيها والتزود بالمعلومات الضرورية، دون قيود أو تحفظ، ثم يبدأ بعد ذلك التدرج. *يصل الصحفي الى مصادر الأخبار ولكنه لا يحصل على أي شيء وإذا حصل عليه يطلب منه عدم نشره، وإذا بادر ونشر فان نفي ما نشر يكون جاهزاً. *لا يصل إلى مصادر الأخبار وتوصد في وجهه جميع الأبواب، وفي أفضل الظروف يطلب منه الاكتفاء بنشر البيانات الرسمية. التقيت قبل سنوات صحافي إسباني في بنغازي الليبية، سألني مستفسراً: ألاحظ بأن الصحافيين في هذه المنطقة يكتبون كثيراً. قلت له نحن في الغالب نلتف حول الحقائق بتطويل تقاريرنا. في بعض الأحيان نملك المعلومات ولكن الحصول على المعلومات شيء وكتابتها شيء آخر تماماً إلسنيور . قال:لم أفهم.