تابعت مؤخرا الخرجات الإعلامية للأستاذ محمد الصديق معنينو عبر منصات مرئية مغربية على "يوتوب"، وهي سلسلة خواطر مصورة، روى من خلالها الأستاذ الإعلامي، والزميل و"ولد الحومة"، العزيز الصديق ذكريات مهنية جميلة قربته من الجمهور ومن الزملاء الأصغر سنا الذين لا يعرفون الكثير عن تجربة هذا النجم التلفزيوني المغربي وعن بعض محطاته المهنية الناجحة. أصدر الأستاذ الصديق معنينو قبلها أربعة مؤلفات جمعت بين السيرة الذاتية والشهادة على العصر؛ وهو تقليد أقدم عليه أيضا من دار البريهي الأستاذ محمد بن ددوش وآخرون. في الخاطرة المتعلقة بغضبة الحسن الثاني على ميدي 1، لم يكن الصديق معنينو "صادقا" في روايته، حيث غابت عنه - أو غيب عنا - تفاصيل أساسية وموضوعية في تأريخه للواقعة. ولما كنت واحدا ممن عاشوا تلك الواقعة..ولما كان الصحافي أيضا هو من يكتب مسودة التاريخ..أو هكذا يقولون..فسأحاول جمع الطرف الآخر من الصورة الذي ضيعه السي الصديق في روايته! في إحدى ليالي يناير الباردة من العام 1989، وكنت وقتها مسؤولا تحريريا بإذاعة البحر الأبيض المتوسط، ميدي 1 بطنجة، وبينما كنت في بيتي أستعد للخلود إلى النوم، حوالي الحادية عشرة ليلا..رن هاتف البيت..رفعت السماعة فإذا بصوت محدثي يطلب مني المجيء على وجه السرعة إلى مقر الإذاعة، لأن بيير كازلطا، مدير الإذاعة، الموجود وقتها في مارسيليا، يريد التحدث إلي في موضوع هام وعاجل. وصلت مبنى الإذاعة الذي كان خاليا إلا من فني الصوت وعبد اللطيف سائق المدير الذي حدثني على الهاتف لحظات قبل ذلك، ثم حارس المبنى. جلست في غرفة الأخبار في سطح البناية متسمرا..وعيناي لا تفارقان الهاتف. الدقائق بدت وكأنها دهرا، وقف الزمان، وتسارعت الأسئلة المحيرة تتراشق في الذهن... كان الحارس وهو رجل "جبلي اللكنة" فضوليا، لا أتذكر اسمه، يردد علي مسامعي في تلك الأثناء بأن وزير الداخلية والإعلام البصري اتصل بالمحطة مرتين ذاك الليل سائلا عن الموسيو كازالطا...وهي تفاصيل زادت من الحيرة والترقب. فجأة رن هاتف غرفة الأخبار..وكان صوت كازلطا الجهوري يأتيني من الجانب الآخر، مطبوعا بنبرات بها نفس مشاعر الحيرة والترقب..سألني بصوت خافت وكأنه لا يريد أن يزعج نائمين بجواره : ما الذي أذعتم؟ وما سبب كل هذا الغضب؟. قلت لا أعرف ! جمّعتُ نسخا من نشرات ذاك الْيَوْمَ، من الساعة السادسة صباحا وحتىً منتصف الليل..وكانت آخر نشرة أعدتها الزميلة فاطمة لوكيلي شفاها الله.. كنت أترجم له عناوين النشرات التي كانت خالية من كل ما من شأنه أن يستدعي اتصالات السي إدريس المتواصلة والغاضبة!. كررت الكرة، وبنفس الأسلوب، مع نسخ نشرات القسم الفرنسي كلها..وكازلطا من الجانب الآخر على الخط يتابع قراءتي للعناوين، ويعلق تارة ثم يهمهم أخرى محاولا فك اللغز.. فجأة استوقفه عنوان تعلق بموضوع الشرق الأوسط..أوقفني وطلب مني قراءة نص التقرير بحذافيره ففعلت.. كاتب التقرير، وكان فرنسيا حديث العهد بالعمل في إذاعة ميدي1..كتب مستوحيا وناقلا ما ورد على وكالة الأنباء الفرنسية عن مبعوثة جيريزاليم بوست إلى المغرب. بيت القصيد كان أن مصادر مغربية أخبرت الصحافية الإسرائيلية باستعداد العاهل المغربي لعب دور لإقناع القادة العرب بالاعتراف رسميا بدولة إسرائيل؛ بل وزادت الصحفية أن الحسن الثاني شرع في لعب هذا الدور فعلا. كان العالم يعرف دور المغرب والراحل الحسن الثاني في تعبيد الطريق أمام مخطط فهد للسلام في الشرق الأوسط، وسعيه إلى فتح باب التفاوض المباشر بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، حين استقبل في الثاني والعشرين من يوليو 1986 رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بريز في إيفران؛ وهو اللقاء الذي انعكس سلبا على بعض علاقات المغرب الإقليمية، إذ وصل الخلاف المغربي الليبي أوجه. وظهر ذلك جليا في لقاء الحسن الثاني بالقذافي في 10 من يونيو 1988 بزرالدة في الجزائر، وذلك بمناسبة اجتماع قادة بلدان المغرب العربي، حيث صافح القذافي الحسن الثاني بقفازات معلقا بأن يده لن تلتقي بيد صافحت شمعون بريز. هذه الخلفية لم تكن حاضرة عندنا وقتها..كما لم تكن غرفة الأخبار باللغة الفرنسية موفقة في التعاطي مع خبر جيريزاليم بوست الذي تناقلته العديد من وكآلات الأنباء العالمية. مجرد بث الخبر على أمواج ميدي 1 بادرت اللجان الشعبية إلى تنظيم مظاهرات أمام السفارة المغربية بطرابلس، وحاول المتظاهرون إضرام النيران في المبنى، وهو الخبر الذي لم يصلنا عبر وكآلات الأنباء، بل علمت به الرباط والقصر من خلال القنوات الرسمية فقط. ولعل هذا هو السبب الحقيقي في غضبة الملك الراحل. وما زاد الطين بلة أن الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد سعى بعد حادثة زيرالدة إلى تطويق الموقف عبر مبادرة مصالحة بين العاهل المغربي والعقيد القذافي، وكاد أن يقنع الأخير بحضور القمة المغاربية في مراكش التي كان الملك الحسن الثاني يراهن على نجاحها، وهو ما حصل فعلا، إذ عرجت طائرة الرئيس الجزائري إلى طرابلس واصطحب معه العقيد إلى مراكش. لكن حدوث سقطة ميدي 1 الإعلامية كادت أن تعصف بجهود الوساطة الجزائرية وبقمة مراكش برمتها. ولم يكن موسيًو كازلطا بدوره يعرف هذه الخلفية، ولَم تكن إدارة الأخبار في طنجة على بينة بها. طلب مني كازلطا الحصول على نسخة من خبر "جيريزالوم بوست" كما ورد في صيغته على وكالة الأنباء الفرنسية، وأخذ نسخة من تسجيل النشرة باللغة الفرنسية ثم التوجه إلى مطار بوخالف في السادسة صباحا، حيث ستقلني طائرة لمقابلة السي إدريس في الرباط. طوال هذه المدة ظل كازلطا يسأل عن زميلي سامي الجاي، مسؤول النشرات بالفرنسية. كما ظل السائق عبد اللطيف يطوف بين بيت سامي وكل أماكنه المفضلة في طنجة الليل. كنت أتمنى من كل أعماقي أن يعود السائق ومعه سامي الجاي، لكن ذلك لم يحصل. عدت إلى البيت حوالي الخامسة صباحا، لبست بذلة رسمية تليق بالمناسبة، وأخبرت صديقي علي دينية على الهاتف في ذاك الصباح الباكر بفحوى رحلتي المفاجئة إلى الرباط. في تلك الساعات المبكرة جدا، كان مطار بوخالف على غير عادته يعرف حركة دؤوبة..كل أشكال العسس والجندرمة كانت حاضرة..وفِي ساحة المطار كانت تجثم طائرة المستر 20 الملكية بتاجها الذهبي. إرباك قوي مقرون بنوع من الاصفرار كانا باديين على محياي.. قصدت مقهى المطار..وقفت بجوار "الكونطوار" وطلبت قهوة سوداء. كان ضابط من سلاح الجو واقفا هو الآخر يحتسي قهوته..وقد عرفت من الوهلة الأولى أنه قبطان الطائرة الملكية..اقتربت منه وقدمت نفسي ثم سألته باستحياء عن وجهتنا.. رد بأسلوب جاف ومتحفظ: لا أعرف... حينما نحلق سنخبر بالوجهة.!!. لكن أين هو المسافر الثاني؟. كان يقصد سامي الجاي الذي لم تمر لحظات حتى أتت به سيارة الدرك الملكي وقد عثروا عليه بأحد فنادق أصيلة. حلقت المستر 20.. فخيم صمت رهيب بيني وبين سامي.. لم نكن نقوى على الحديث.. بل لم أكن أقوى من جانبي على وقف رعشة قوية أصابت ركبتي وجعلتهما تهتزان بلا توقف.. إنه الخوف اللعين. أخبرنا الربان في ما بعد أننا سنضطر إلى النزول بسلا لأخذ راكب ثالث ثم نتوجه مباشرة إلى مراكش.. ولم يكن الراكب الثالث سوى السي الصديق معنينو. لا أتذكر كم استغرقت الرحلة ولا كيف قطعنا المسافة بين سلاومراكش.. لكن كان يخيل إلي أنها استغرقت دهرا. نزلت الطائرة في مطار المنارة مراكش حوالي التاسعة والنصف صباحا..ولأول مرة في حياتي تمتعت بخدمة لم آلفها من ذي قبل!. على غرار كبار الزوار والشخصيات، كانت سيارة سوداء مستوقفة إلى جانب الطائرة في الانتظار... بعجالة ومن دون انتظار..دفعنا بأنفسنا في تلك السيارة التي أقلعت مسرعة ثم قصدت فندق السعدي بمراكش؛ وهو فندق اعتاد المرحوم السي ادريس على استعماله مركز عمليات خلال زياراته الطويلة إلى هناك. قطعنا الجناح السفلي من الفندق مهرولين..وكانت أبواب عدة غرف مفتوحة..خالية سوى من أجهزة الفاكس المتعددة. في أقصى يمين الجناح السفلي وجدنا السي إدريس واقفا وسط غرفته..فيما كان شخص وراءه يساعده على ارتداء جلباب وسلهام أبيض اللون...ويضبط له الطربوش وقمة القب، وكأنه سلطان باليما في أسمى طلاته وعروضه لجمالية زينا الوطني. لأول وهلة صاح فينا السي ادريس متسائلا: ما الذي فعلتموه؟ وأين كازلطا هذا؟ كل ما أسال عنه أجده غائبا في فرنسا... الرجل كان على موعد..وعدة الاحتفال توحي بذلك، ولربما كان متأخرا أيضا..فلم يكن يركز في أجوبة سامي على أسئلته المتلاحقة، ولا على محاولاتي شرح أن ما ورد في نشرة أخبارنا ورد قبلها في وكالات الأنباء العالمية. دعانا السي إدريس على عجالة لامتطاء سيارة مرسيديس سوداء كانت تنتظره في مخرج خاص في الفندق. صعد هو إلى الأمام بجوار السائق ونحن الثلاثة إلى الخلف..وكانت الرحلة إلى القصر مناسبة سلمته خلالها قصاصات الأخبار والتسجيل الذي أوصاني به كازلطا..استعدت منه ملف البيانات والنسخ الذي قرأه أفقيا على عجل؛ كما أطلعته على إحدى الصحف الوطنية التي نشرت هي الأخرى الخبر على صدر صفحتها الأولى. توقفت السيارة بباب القصر الملكي..فتنفست الصعداء، خصوصا حين رأيت جماعة من المصورين والصحافيين متجمعين في إحدى الزوايا. خرجت أنا وسامي من السيارة على أمل الالتحاق بجماعة الزملاء..وبينما كنا متوجهين إليهم، صاح السي إدريس: تعالو معي! بمجرد ولوجنا القصر..عادت الرهبة والأسئلة المحيرة تتطاير في رأسي. قصد السي إدريس وجهة لم أعرفها وتبعه السي الصديق بينما طلب منا، سامي وأنا، دخول قاعة كانت ممتلئة بالضباط والوزراء وكبار المسؤولين. كانت تلك القاعة طويلة من دون نوافذ..تتوسطها طاولات وقد وضعت عليها كل أشكال الحلوى المغربية والعصائر وكؤوس الشاي "المشحرة".. الكل يأكل ويحتسي..إلا نحن. في هذه المرة لم تكن لي شهية شرب عصيري المفضل.. عصير الزنجبيل الملكي الطيب الذي تعودت شربه كلما توفرت فرصة لدخول دار المخزن. لحظة..سمع صوت أحد المخازنية عاليا يبشر بوصول الملك قائلا: "الله يبارك فعمر سيدي"... عندها توقف صخب القاعة.. وسكت الجميع.. وبدا الجالسون يغادرون القاعة بنظام وانتظام. ملبين الدعوة. بقينا نحن الاثنين فقط..وحيدين في تلك القاعة الكبيرة، لا ندري ما العمل. كان صوت الملك الحسن الثاني يصلنا خافتا بعض الشيء..كنا نسترق السمع ففهمنا أنه الملك يخاطب سفير أمريكيا الجديد...ثم بعدها جاء دور استقبال السيد عبد القادر بنسليمان، وزير المالية الأسبق، وعينه الملك في تلك المناسبة سفيرا في ألمانيا. انتهى الحفل.. ولم يعد صدى الخطاب يأتينا.. لكن الصمت لم يستمر، إذ سرعان ما علا صوت أحد المخازنية وكان يقترب منا ويصرخ: "افينهما الناس اللي مع السي البصري؟". خرجنا الاثنين مسرعين من القاعة.. تبعنا المنادي الذي كان يسير بخطوات سريعة فوصلنا إلى ساحة كان بها كل من السي إدريس والسي الصديق.. أخبرنا السي إدريس بأننا سنقابل الملك، وأمرنا ألا نتكلم في حضرته ولا نعلق على أي شيء يقوله إلا في حال السؤال!!. نودي علينا لمقابلة الملك..دخلنا بابا كبيرا تتوسطه باب صغيرة (خوخة كما يعرف عندنا في مكناس). أثناء الهرولة وضعت الملف الذي كان معي على قارعة الطريق ثم لحقت بمن دخل من قبلي..فكنت بذلك آخر من دخل إلى الجناح الخاص بالملك، والذي لا يدخله - حسب العارفين - سوى المقربون. قبلنا يد الملك الواحد تلو الآخر..وأدينا فروض الطاعة ثم اصطففنا على خط مستقيم أمامه..كان من سوء حظي، أو حسن حظي، أنني وجدت نفسي أمامه مباشرة. من دون مقدمات..وبصوت طغت عليه نبرة غاضبة.. وبلهجة مراكشية طبعتها بعض التأتأه (وقيل هذا حاله عند الغضب) قال: "لا أريد منكم سبقا صحفيا..ولا أريد أن تلجأ إذاعتي إلى هذا الأسلوب. أنا لا أتدخل في أي شيء تقولونه في إذاعتي..حتى عندما تطلقون علي صفة العاهل المغربي!!". أزبد الملك وأرغد..وكنت أمامه غير قادر على رفع عيني من الأرض، على وشك الإصابة بالإغماء.. ولا أعتقد أنني كنت على ذاك الحال بمفردي. أخبرنا الملك عما أقدم عليه الليبيون بعد بث الخبر..وعن محاولتهم حرق السفارة.. وعن القذافي وأساليبه!. الحمد لله أن حالة الغضب لم تزد عن دقائق معدودات.. لكنها بدت وكأنها دهرا. كنت خلالها أتصبب عرقا وقد احمرت وجنتاي وزادت درجة حرارتي ارتفاعا. لم أكن أقوى على الالتفات يمينا لأرى شكل صاحبي سامي. لا شك أن الملك، بفطنته المعهودة، لامس أن حدود الاحتمال عندنا في درجتها الأخيرة..فغير فجأة من نبرته الغاضبة ثم التفت إلى سامي الجاي..وقال له: "شكرا يا سامي لقد اتصل بي الرئيس الشاذلي بن جديد شاكرا العمل الذي قمت به هناك". أدينا التحية..ثم سبقنا الملك إلى خارج رواقه الخاص.. مجرد خروجه من باب الخوخة..وقعت عيناه على ملفي الملقى على الأرض فصاح بأعلى صوته: "من مخلي هذا الشي فالأرض؟؟". سارع أحد المخازنيه للرد قائلا: "نعم سيدي، واحد من المرافقين للسي إدريس هو اللي حط هدوك الأوراق على الأرض". سارعت إلى الانحناء وأخذ ملفي في عجالة..معتذرا ومتراجعا إلى الوراء. ومرة أخرى، يحاول المرحوم الحسن الثاني ترطيب الأجواء فيسألنا إن كنا سنقضي عطلة نهاية الأسبوع في مراكش..لكن في هذه المرة، ومن حيث لا أدري، سارعت إلى الرد وإلى التأكيد بكوننا مضطرين إلى العودة إلى طنجة لظروف العمل.. وقتها سأل الملك: وكيف أتيتم..؟. قلنا بواسطة طائرة خاصة يا مولاي.. عندها التفت الملك إلى أحد الضباط المرافقين ولم يكن سوى العقيد بركاش من سلاح الجو.. فأمره بأن نعود على متن نفس الطائرة من حيث أتينا.. لكنه أكمل أمره بالقول: "وإياك أن تعمل فيهم ما عملتموه في الآخرين! ". نزلت علي هذه الجملة الأخيرة كالصاعقة..وتعاقبت إثرها تساؤلات عديدة عمن يكون أولئك الآخرين..وماذا عملوا فيهم؟. تركنا الملك..وسط ساحة قصر مراكش الفسيحة ومشى.. أما نحن فكنا بالكاد نجر رجلينا في اتجاه المخرج حينما وقف علينا رجل سبعيني..بجلباب أبيض..ووجه مشرق ملائكي.. وبلغة فصيحة، وبعد أن أشار إلى الباب، قال لنا: "كنتو فدار المخزن..واللي سمعتوه فدار المخزن خصو يبقى فدار المخزن..الله يعاونكم". رجعنا، الاثنان معا، سامي الجاي وكاتب هذه السطور، إلى طنجة، على نفس الطائرة الملكية، ولم يعد معنا السي الصديق الذي لازم وزيره في مراكش. وهذه القصة كاملة ومن دون بتر أستاذي العزيز..السي الصديق. *صحافي مغربي مقيم في لندن