كشفت تقارير صحفية عالمية تفاصيل وصفتها ب"المأساوية" لأيام أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو أرماندو مارادونا، قبل وفاته. ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تفاصيل جيدة من سجلات التحقيقات الجارية حول سبب وفاة مارادونا، وإذا ما كانت ناتجة عن إهمال طبي من عدمها. وأظهرت التفاصيل، كيف أن مارادونا كان يعاني من أعراض نفسية سيئة، خلال أيامه الأخيرة، قبل وفاته في نوفمبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن غريسيلدا موريل، الاختصاصية النفسية والتربوية المسؤولة عن ابن مارادونا ذي الثماني سنوات، أن من كان موجود معه كانوا يمنحونه أقراص مهدئة ومنومة في العصير الخاص به، حتى لا يحدث ضجيجا في المساء، وهو ما تسبب في أضرار نفسية بالغة على الطفل. كما قالت موريل في شهادتها أمام الإدعاء العام الأرجنتيني، إن علاقة الأسطورة الأرجنتينية مع الكحوليات، كانت "معقدة" للغاية، فهو كان يتناولها بكثافة خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت وفاته. كما أشارت إلى أنها لاحظت مارادونا يقف في ركن إحدى الغرف يتحدث في الهاتف، على الرغم من أنه لم يكن ممسكا بأي هاتف في يده، وهو ما يظهر أن صحته العقلية لم تكن على ما يرام، بحسب قولها. وقالت موريل: "ابن مارادونا الصغير شعر بالصدمة، عندما زار والده وقضى معه بعض الوقت، بسبب الاضطرابات التي شهدها عليه". وأكملت قائلة "في أحد الأيام، فوجئ الطفل بوالده غاضبا بسبب وجود مشكلة في حمام الطابق العلوي وتوجه للاستحمام باستخدام خرطوم مياه". واستمرت بقولها "كما انتابته كذلك نوبة غضب وهياج وطرد إحدى الممرضات المسؤولة عنه، بعدما اتهمها بسرقته". وكان مكتب المدعي العام في سان إيسيدرو قد فتح تحقيقا في نهاية نوفمبر لتحديد المسؤولية عن وفاة مارادونا الذي فارق الحياة متأثرا بمضاعفات في القلب في 25 من الشهر ذاته عن عمر يناهز 60 عاما في منزله في تيغري، شمال العاصمة بوينوس أيرس. وقال المكتب حينها "هذا الإجراء بدأ بعد إفادات من البنات الثلاث لمارادونا، دالما، جيانينا وجانا، ويهدف إلى تحديد إهمال محتمل أو تهور في العلاج الطبي للمتوج بكأس العالم 1986"، مؤكدا أنه من المقرر أن يمثل المشتبه بهم الثلاثة الجدد أمام النيابة العامة هذا الأسبوع. وكان جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوزاشوف أول من شملهما التحقيق، قبل أن يمتد الآن إلى عالم نفس وممرضين (رجل وامرأة) كانوا برفقة "الفتى الذهبي" قبل رحيله، ودافع لوكي بعد استجوابه عن نفسه واصفًا جهوده بأنها تمت لمساعدة "مريض صعب السيطرة عليه". وتوفي مارادونا، بطل العالم لكرة القدم 1986 مع المنتخب الأرجنتيني، في 25 نوفمبر الماضي، عن عمر يناهز الستين وتم دفنه في مقبرة بالقرب من بوينس آيرس، فيما قالت وسائل إعلام أرجنتينية إن "تشريح الجثة أظهرت أن مارادونا توفي نتيجة أزمة رئوية حادة، ووجد في قلبه تمدد عضلة القلب. ونقلت تقارير إعلامية أرجنتينية عن مصدر في علم الطب الشرعي، أن "الخبراء لم يعثروا على آثار لمخدرات أو كحول في جثة لاعب كرة القدم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا"، مؤكدا أن "تحاليل الدم والبول التي أجراها مارادونا للمخدرات والكحول أعطت نتائج سلبية".