الكوكايين تغزو أحياء طنجة، بعد انتشار العديد من باعة التقسيط، يروجون لفافات هذا المخدر القوي بكميات مختلفة حسب الطلب، الأمر الذين يحول دون ضبط شحنات كبيرة من قبل مصالح الأمن، وهو ما يجعل المزودون الكبار في "مأمن"، بعدما يتم الاكتفاء بإيقاف باعة الجرعات الصغيرة من حين لآخر، أمام تزايد أعدادهم خلال الفترة الأخيرة. وأصبحت طنجة سوقا مفتوحا لترويج الكوكايين، بعدما ظلت طيلة السنوات الأخيرة تشكل معبرا رئيسيا لتوزيع الأقراص المخدرة المهربة من الجزائر واسبانيا، إذ ساهم انخفاض أسعار الجرعات بتراجع ثمن الغرام الواحد إلى حوالي 500 درهم، وذلك حسب النوع وطريقة التصنيع، حيث يلجأ البعض إلى إضافة مواد كيماوية أخرى كالأقراص لإعداد لفافات في متناول مختلف فئات المستهلكين، بعدما كان المروجون يعتمدون أكثر على جرعات الهيروين، التي تستقطب العديد من المتعاطين، الذين يطلق عليهم اسم "الجناكة". ويعكس عدد الموقوفين من المروجين الصغار، "انتعاش" ظاهرة ترويج الكوكايين بالمدينة خلال الأشهر الأخيرة، حيث قامت مصالح الأمن بإلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص أغلبهم كان يجري البحث عنهم من أجل تورطهم في قضايا تتعلق بالحيازة والاتجار في المخدرات القوية، وتم حجز في الأسابيع الأخيرة أزيد من 50 غرام من الكوكايين وأكثر من 70 لفافة. وكانت آخر عملية أمنية خلال الأسبوع المنصرم، قد أسفرت عن إيقاف أحد المروجين وسط المدينة متلبسا بحيازة وترويج المخدرات القوية، وبحوزته 36 غرام من مخدر الكوكايين منها سبعة على شكل لفافات، إضافة إلى ميزان الكتروني وهاتف نقال وسلاح أبيض، وقبل ذلك تمكنت فرقة الابحاث التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية من توقيف شخص بحي المصلى، موضوع مذكرات بحث وطنية، وعثر بحوزته على 23 جرعة من مخدر الكوكايين معدة للبيع وهاتف نقال ومبلغ مالي حصيلة عمليات الترويج، ونفس الفرقة أوقفت مروج آخر بالقرب من محطة الوقود بشارع مولاي رشيد، في حالة تلبس بترويج 48 لفافة من مخدر الكوكايين. كما تمكنت الفرقة الأمنية لمكافحة العصابات من إلقاء القبض على مروج له سوابق عدلية بحي "موح باكو" يستعمل سيارة نفعية لتوزيع الكوكايين وحجزت بحوزته 24 غرام وميزان الكتروني، وبنفس الطريقة ضبط مروج آخر بساحة فرنسا وهو أيضا من ذوي السوابق العدلية بحوزته 30 غرام من مخدر الكوكايين وتم حجز السيارة المستعملة في ترويج هذه المخدرات القوية.