أسدلت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية الضبطية بابتدائية مراكش الستار عن المرحلة الابتدائية من محاكمة شبكة متخصصة في ترويج الكوكايين بالقرب من المؤسسات التعليمية بالأحياء الراقية بالمدينة الحمراء، فقد قضت، في وقت متأخر من مساء الجمعة، بعقوبات سجنية بلغ مجموع مددها 12 سنة حبسا نافذا ضد خمسة متهمين كانوا متابعين في حالة اعتقال احتياطي بتهمة “ترويج المخدرات الصلبة”، إذ أدانت كلا من “ع.د”، الملقب ب”القلعاوي”، و”ع.ب” ،الملقب ب”البزقول”، وصديقه “س.س” بثلاث سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم لكل واحد منهم،كما قضت ضد متهم رابع، يُدعى “ع.ب” بسنتين حبسا نافذا والغرامة نفسها،فيما أدانت الغرفة “م.ي.ح” (36 سنة)، مستغل الشقة التي أوقف معظم المتهمين داخلها،بسنة حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 20 ألف درهم،بعد أن تمت متابعته بصك اتهام ثقيل يتعلق ب”تسهيل تعاطي المخدرات،إعداد محل للدعارة،الوساطة في البغاء،والمشاركة في ذلك،والفساد”. وقضت المحكمة بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها ألفي درهم في حق “م.ح.م”، صديقه الذي كان يقيم معه في الشقة نفسها بإحدى الإقامات الراقية بمراكش،والذي أخلت الغرفة سبيله،خلال الجلسة الأولى من المحاكمة،المنعقدة بتاريخ 14 فبراير المنصرم، وقررت متابعته في حالة سراح بتهمة “استهلاك المخدرات القوية”، كما أدانت بالعقوبة نفسها فتاة،تدعى “أ.ا”، والتي كانت بدورها متابعة في حالة سراح بتهمة “الفساد”،أما صديقتها “ص.م.غ”، التي دعتها للحضور إلى الشقة على أساس ممارسة الجنس واستهلاك الكوكايين، فقد أدينت بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 5000 درهم.أما في الدعوى المدنية التابعة،فقد قضت الغرفة بتعويض قدره 165ألف درهم لفائدة إدارة الجمارك يؤديها تضامنا المتهمون الأربعة بالترويج بالإضافة إلى مستغل الشقة وصديقه،فضلا عن غرامة نافذة قدرها 6000 درهم ومبلغ آخر قدره 2000 درهم يؤديه المتهمان الأخيران تضامنا لفائدة الإدارة نفسها. و سبق لفرقة مكافحة المخدرات،التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، أن فتحت بحثا قضائيا على خلفية توقيف شخص متلبس بحيازة لفافتين من مخدر الكوكايين قرب إحدى المؤسسات التعليمية بمراكش،التابعة لوكالة التعليم الفرنسي بالخارج،قبل أن تبين التحقيقات والتحريات الأمنية بأنه يعمل كمساعد في ترويج المخدرات القوية لفائدة تاجر مبحوث عنه بمقتضى مذكرة بحث على الصعيد الوطني. وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة، انتقلت فرقة أمنية إلى إحدى الإقامات الراقية بشارع «محمد السادس»، حيث تم توقيف الشخص المذكور بداخل إحدى الشقق،و تم العثور بحوزته على 15 غراما من مخدر الكوكايين، كما أوقف،خلال المداهمة الأمنية نفسها، شقيق صاحبة الشقة الذي كان يستغلها في الدعارة واستقبال مجموعة من الجانحين. وتواصلت الأبحاث الأمنية التي أسفرت عن توقيف شخصين آخرين مبحوث عنهما على الصعيد الوطني من أجل الاتجار في المخدرات، إذ تم العثور بحوزة أحدهما على 13 غراما من الكوكايين، و على 20 غراما من المخدر نفسه بحوزة الثاني،كما تم توقيف شخص سادس وفتاتين، إحداهما كانت موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني من أجل إصدار شيك بدون رصيد. وقد أسفرت عمليات التوقيف عن حجز خمس غرامات أخرى من مخدر الكوكايين معدة للاستهلاك كانت موضوعة فوق طاولة، وحوالي 40 غراما من بيكاربونات الصوديوم، وميزان، وأكياس بلاستيكية، ومجموعة من الهواتف النقالة. وصرّح مستغل الشقة “م.ي.ح”،خلال الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية،بأن المنزل تعود ملكيته لشقيقته القاطنة في دبي بالإمارات العربية المتحدة،مضيفا بأنه أصبح،ومنذ حوالي سنة،يتعاطى استهلاك الكوكايين بسبب المشاكل العائلية التي يعاني منها منذ طلاقه من زواجه الثاني في 2018،فيما كان طلق زوجته الأولى قبل حوالي تسع سنوات،وتابع بأن كان يشتري 500 درهم يوميا من المخدر من مروج يُدعى “لقلعاوي”، إلى أن قرر الموافقة على أن يقيم معه أحد أصدقائه المدمنين على المخدر نفسه في شقته،قبل حوالي شهر من عملية التوقيف،و أصبحا يشتركان في اقتناء المخدر الصلب. و واصل تصريحاته التمهيدية موضحا بأنه وبعدما لم تعد تتوفر لديهما أموال للتزود بالمخدر المدمنين عليه، صار يفتح الشقة في وجه مروج المخدر الذي كان يحضر معه فتيات لممارسة الجنس مقابل تزويده مجانا بالكوكايين الذي كان يستهلكه رفقة صديقه “م.ح.م” عن طريق التدخين. كما تعرّف على مروج آخر يُدعى «البزقول» الذي أصبح بدوره يستقبله في الشقة رفقة فتيات يحضرهن لقضاء ليال حمراء معهن نظير ما يسلمه له من المخدر الذي ابتلي به،وممارسة الجنس أحيانا مع بعض الفتيات اللائي يصطحبهن “البزقول” معه للشقة. و عن ظروف عملية التوقيف، أوضح”م.ي.ح” بأنه كان في الشقة مع صديقه المدمن والمروجين “القلعاوي” و”البزقول”،الذي كان برفقة صديقته يحتسيان الجعة،وبعد أن انتشى “صاحب” الشقة طلب من المروج الأخير أن يكلف مرافقته بدعوة بعض الفتيات للمنزل،وهو ما قامت به إذ اتصلت بإحدى صديقاتها داعية إياها للحضور إلى الشقة على أساس ممارسة الجنس واستهلاك الكوكايين،قبل أن تداهم الشرطة المكان وتلقي القبض عليهم جميعا،باستثناء “البزقول” الذي لاذ بالفرار من نافذة إحدى الغرف المطلة على حديقة الإقامة،قبل أن يلقى عليه القبض ويتبين بأن اسمه الحقيقي هو “ع.ب”، بينما اسم المروج “القلعاوي” هو “ع.د”. وقد تم وضع المشتبه فيهم تحت الحراسة النظرية على ذمة البحث التمهيدي، قبل أن تُجرى لهم الضابطة القضائية مسطرة التقديم،في حالة اعتقال، أمام أحد نواب وكيل الملك لدى ابتدائية مراكش،صباح الأحد 16 فبراير الماضي، وهي العملية التي انتهت بإحالتهم على المحاكمة التي استغرقت ثلاث جلسات.