نوع جديد من الحرب العسكرية أبدعه الإعلام الجزائري، يمكن تسميته بالحرب عن بعد، تماشيا مع التدريس عن بعد والإجتماعات عن بعد التي عرفت أوجها في هذا الزمن الكوروني. حيث زعمت وسائل الإعلام الجزائري أن "ميليشيات الإنفصاليين" ردت على هجوم مزعوم للقوات الملكية المسلحة استهدف – حسب ما تروج له من أكاذيب- مساكنا بمنطقة المحبس، وكان "ردها عنيفا". إنه السعار الذي أصاب وسائل الإعلام الجزائرية من العملية العسكرية التاريخية الناجحة ل 13 نونبر20 بمنطقة الكركرات، ما دفع التلفزيون الحزائري إلى فبركة مشاهد زائفة لحرب مزعومة بمنطقة المحبس. وهنا لا يمكن وصف هذه المشاهد البئيسة الأقرب إلى الباروديا منها إلى التدخل العسكري، سوى بالفيلم الرديء. للبروباغاندا قواعدها وإمكانياتها التي لايمكنها الإكتفاء بسرقة مشاهد لتدخلات عسكرية على أراضي عربية والتشخيص المضحك لعمليات مزعومة على أرض خلاء. وقد كان رد القنوات التلفزية المغربية سليما بإعادة بث الشريط السينمائي الرديء في نشرات الأخبار مع وصف هذه الحرب الإعلامية بالمسرحية. حيث نقل التلفزيون المغربي مشاهد الحياة الطبيعية بمنطقة المحبس، حيث يبدو جليا أن الأجواء هادئة ومستقرة لا أذنى أثر فيها للحرب المزعومة. الذي يقع عادة في العقل الباطن للإنسان، هو أنه بكثرة الكلام عن فكرة تحفزه أو ترديد كذب ما لفترة طويلة، ينتهي العقل بتصديقه ورصده على أساس كونه معطيات حقيقية قد وقعت.... هذا ما وقع للإعلام الجزائري الذي بكثرة ترويج الأكاذيب عن المملكة المغربية بدأ يعتقد أن الكيان الوهمي للإنفصاليين له قوة حقيقية وأن المغرب في موقف ضعف أمامه. غير أن توالي الأحداث، من الإعترافات الديبلوماسية للعديد من الدول بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية وفتحها لقنصليات لها بالأقاليم، إلى القرار التاريخي لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإعتراف بسيادة المغرب على صحرائحه، بمثابة الرجة التي أيقضت الجارة أمام أمر واقع غير الذي تمنته وسعت له لسنين طوال. وبدل أن ترجع الجارة الجزائر لصوابها وتراعي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، زادت في الأكاذيب وانتقلت إلى تلفيق الحقائق بالصورة والصوت. ولعل النظام الجزائري يستغل سيناريوهاته الرديئة في تمويه الشعب الجزائري وتحويل أنظاره عن الشأن السياسي الداخلي المضطرب للجمهورية الجرائرية. الكاتب: أيوب العياسي ونحن نستغرب لضعف إخراج هذه الصور الملفقة نعثر على شبكة الأنترنيت على فيديو للمفكر الجزائري الراحل محمد أركون يؤكد فيه على أن لا دولة في المنطقة المغاربية عرفت استقرارا واستمرارية للدولة لقرون كما الدولة المغربية. وأن دولة الجزائر حديثة ولم تعرف استمرارا للدولة إلا لفترات متفرقة، ولا مقارنة بينها والمغرب في هذا المضمار. هذا واقع تاريخي لا يجب اغفاله. كما لا يمكن تزوير التاريخ بتجييش الذباب على مواقع التواصل الإجتماعي وتخصيصه لتشويه صورة المغرب. إن الديبلوماسية المغربية تحت القيادة المستبصرة لجلالة الملك محمد السادس أتبثت نجاعتها في السير نحو حل لملف الصحراء المغربية في إطار الشرعية الدولية، متمثلا في الحكم الذاتي لهذه الأقاليم في إطار الجهوية المتقدمة التي أقرها دستور المملكة لسنة 2011. من جهة أخرى على الإعلام المغربي أن يظل مجندا للرد على الأكاذيب التي تستهدف المغرب ووحدته الترابية وأن يتجاوز ذلك التلفويون الرسمي والصحافة المكتوبة إلى بث موسع للوثائقيات التي ينجزها سينمائيون حول القضية الوطنية. فلجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني دعمت عدد من الوثائثقيات حول الثقافة والتراث الحساني الصحراوي يمكنها أن تخرج من فضاء المهرجان السينمائي المخصص لها في العيون لأن تكون وسيلة للترويج للإمتداد التاريخي للمكون الصحراوي في الهوية المغربية، على نطاق دولي واسع.