بلغ عدد قتلى انفجار مطار عدن اليوم الأربعاء 30 دجنبر، لدى مغادرة أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة طائرة أقلتهم للعاصمة الموقتة للسلطة المعترف بها دوليا، 26 قتيلا، و50 جريحا. واتهم وزراء المتمردين المدعومين من إيران بالوقوف خلف الهجوم الدامي في البلد الغارق بالحرب منذ أكثر من ست سنوات، بينما فضل مسؤولون آخرون التريث قبل توجيه أصابع الاتهام للحوثيين الذين لم يعلقوا على الحادثة. وهز انفجاران على الأقل مبنى المطار وتصاعد الدخان بكثافة بينما كان وزراء الحكومة الجديدة يغادرون طائرة الخطوط اليمنية على مدرج المطار في المدينة الجنوبية الساحلية، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس. وظهر في تسجيل لمصور فرانس برس ما يبدو أنه صاروخ يضرب المبنى بالقرب من ساحة المطار الذي كان مليئا بالحشود قبل لحظات من إصابته. وقال مصدر أمني لفرانس برس إن "انفجارين على الأقل وقعا في المطار". وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات من بينها العاصمة صنعاء. لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أن ها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وتتهم الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها. ووصلت الحكومة الجديدة إلى عدن بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي في السعودية حيث يقيم منذ سنوات. وتضم الحكومة الجديدة المؤلفة من 24 وزيرا إلى جانب رئيسها معين عبد الملك، وزراء موالين للرئيس وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى. وأكد عبد الملك في خطاب له أن "هذا الهجوم الغادر والجبان والإرهابي يضع الحكومة في قلب مسؤولياتها وهي مهمة إنهاء الانقلاب"، بينما قال هادي إن "الأعمال الإرهابية التي تفتعلها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا والجماعات الإرهابية المتطرفة لن تثني الحكومة الشرعية عن ممارسة مهامها من العاصمة الموقتة عدن"، من دون أن يت هما المتمردين بشن الهجوم. لكن وزير الإعلام معمر الإرياني ووزير الخارجية أحمد بن مبارك وجها أصابع الاتهام للمتمردين الذين سبق أن شنوا هجمات مماثلة ضد أهداف حكومية. وتعليقا على الهجوم، قال مبعوث الأممالمتحدة مارتن غريفيث إن الهجوم "تذكير مأسوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام"، بينما دان السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون "محاولة لإحداث مذابح وفوضى". وأكد السفير السعودي محمد آل جابر في تغريدة أن "استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها الى مطار عدن عمل إرهابي جبان يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية". من جهتها اعتبرت الإمارات العضو في التحالف العسكري والتي تعتبر الداعم الأكبر للمجلس الانتقالي أن "محاولات استهداف اتفاق الرياض عبر استهداف الحكومة اليمنية الجديدة ما هو الا مشروع شرير يسعى الي تقويض فرص الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة". وتشكلت الحكومة الجديدة هذا الشهر بينما تبحث إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية". كما أبصرت الحكومة النور قبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة، علما أنه كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة تقييم علاقة بلاده مع السعودية على خلفية قضايا تتعلق بحقوق الانسان والحرب في اليمن.